![بري](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2023/05/بري-800x500.jpg)
كتب ابراهيم بيرم: هل نجحت المعارضة المسيحية في رمي الكرة في مرمى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما اوشكت على تسمية جهاد ازعور مرشحها النهائي؟ وكيف سترد عين التينة على هذا التحدي الجديد بعدما تبين انها ما انفكت قادرة على التحكم والسيطرة والامساك بخيوط اللعبة.
يقرّ المحيطون بالرئيس بري، بأن الحملة عليه هذه المرة ليست ضئيلة، بحيث يمكن استيعابها بيسر واريحيّة. فخصومه بدوا في الساعات الماضية وكأنهم حققوا عليه فوزاً مبيناً في امرين اثنين:
الاول انهم ردوا على قفاز التحدي الذي سبق والقاه في وجوههم جميعاً خلال الاشهر الماضية، وذلك عندما دعاهم ومن باب التحدي والتعجيز الى الاتفاق والتوافق في ما بينهم على اسم مرشح واحد للرئاسة الاولى يمضونه الدعم المعلن والصريح، ويدفعون به الى ساحة النجمة لينازل في القاعة العامة وعبر صندوق الاقتراع، مرشحه المعلوم الذي هو بالنسبة اليه مرشحاً طبيعياً وفق كل معايير اللعبة السياسية والرئاسية في البلاد.
والمعلوم ان الرئيس بري بدا ضمناً حسب بعض التحليلات، وكأنه يراهن على ان عمق الخلاف والافتراق بين قطبي المعارضة المسيحية اي التيار الوطني الحر وحزب “القوات اللبنانية”، سيحول دون تقاطعهما في لحظة معينة على اسم مرشح رئاسي واحد يمتلك قابلية المنازلة في المجلس.
الثاني، ان خصوم سيّد عين التينة باتوا يتصرفون منذ نهاية الاسبوع الماضي، على اساس انهم نجحوا في الرد على تحدي بري بمثله، بل انهم افلحوا بعد تنازلات متبادلة في اخراج بري من وضع المطلق اليدين والقادر على الحراك بأريحيّة، في ان يجعلوه في الضفة الاخرى اي في موضع “المتهم” حتى من جانب بكركي وسيدها ومن جانب مرجعيات اخرى، كونه مستمراً في لعبة قفل ابواب المجلس منذ الجلسة الحادية عشرة للانتخاب والتي انعقدت قبل نحو ثلاثة شهور ولحد اليوم، وهو امر ينافي المنطق ويجافي بنود الدستور وآلياته المعمول بها.
وعليه، ووفق تشخيص المحيطين ببري، فان هؤلاء الخصوم ظنوا انهم بذلك انطلقوا في رحلة تصفية الحساب الطويلة مع سيّد المجلس، خصوصاً انه في نظرهم قد بكّر في قيادة عملية المواجهة الشرسة معهم من خلال تسمية زعيم تيار المردة سليمان فرنجية مرشحاً ثابتاً استهلالاً، لينطلق بعدها وبخطى ثابتة في رحلة تسويق لهذا الترشيح عبر اطلالات اسبوعية تزيل العقبات من امام بلوغه قصر بعبدا.
بيد ان مصادر عين التينة تؤكد لـ “موقعنا”، ان الرئيس بري ليس بغافل عما يقومون به ويحضرونه، وهو يتعامل مع “هذه الحملة” على انها حملة تهويل ليس الا.
اكثر من ذلك، تبين تلك المصادر عينها بأن الرئيس بري كان على بيّنة مسبقة ببلوغ الامر هذا المستوى من التصعيد ومن ملء الفراغ بالقنابل الدخانية، لذا اعدّ العدّة اللازمة لاستيعاب مفاعيل هذه الهجمة ومن ثم الشروع في التحضير لردود مفحمة تقدم برهاناً عملياً على انه لم يفقد بعد زمام المبادرة خلافاً لما يشيّعون، بل انه ما انفك يمتلك خيوط التحكم والسيطرة بمسار اللعبة.
والمعلوم ان بري سارع الى الرد العاجل من خلال دحض التهمة المساقة اليه، وهي قفله ابواب المجلس، معلناً ان هذه الابواب مشرّعة على مصراعيها، ولكن ليس على اساس تكرار تجربة الجلسات الـ11 واستنساخ نهاياتها التي يعلم الجميع انها رفعت من منسوب الاحتقان الداخلي واظهرت حجم الانقسامات العاصفة في المجلس.
ويكرر بري على لسان تلك المصادر، بأنه “لن يكفّ عن القول انه على اتمّ الاستعداد لتوجيه الدعوة الى عقد جلسة انتخاب في حال تيقنه من وجود مرشحين جديين على الاقل لدخول السباق الى قصر بعبدا.
واستطراداً، يعتبر الرئيس بري بأن ما حصل خلال الايام القليلة الماضية وتحديداً بعد الحراك السياسي المشهود، يقدم برهاناً اضافياً على أنه ليس امامنا اي مرشح موحّد ونهائي للمعارضة، فلا التيار الوطني الحر وتكتله النيابي (تكتل لبنان القوي) قد قال بصريح العبارة بأن الوزير السابق جهاد ازعور هو مرشحه الرسمي للرئاسة الأولى، خصوصاً ان التكتل بعد اجتماعه الاستثنائي برئاسة الرئيس ميشال عون لم يصدر عنه ما يؤكد بأن ازعور هو مرشح نهائي مستعد للاتفاق عليه مع آخرين، وجلّ ما صدر عبارة عن بيان حمّال اوجه، لا يسمن ولا يغني من جوع. وواقع الحال هذا، تضيف المصادر عينها، يؤكد التحليل القائل بأن جعجع انما يلعب لعبة اهدار الوقت من خلال حشر باسيل المربك اصلاً والمستغرق في حسابات تفصيلية، وهو لا يبدو مستعجلاً على إتمام الاستحقاق الانتخابي وملء الشغور الحاصل، وانه لا بأس من الانتظار 6 او 7 اشهر اخرى. وهو بهذا الاداء، انما يستبطن حسابات تنطلق من ان عامل الوقت يلعب لصالحه. فهو يظن انه بات قابضاً على زمام الامور في ساحته، وان بعض الانتظار سيجعله سيداً كاملاً بلا منافس لهذه الساحة، ولن يعود مضطراً للدخول في شراكة مع خصمه اللدود جبران باسيل.
وفي كل الاحوال، تخلص تلك المصادر الى التاكيد بأن عين التينة على اتمّ الاستعداد لجبه كل الاحتمالات.