كتبت أستال خليل: متجاوزاً حدود الطبيعة ومتحدياً مخاوفه، اختار الشاب جورج أبو رجيلي إبن الـ27 عاماً، أن يخوض غمار رحلة مشوّقة إلى جبال الهيمالايا، ليبلغ النقطة الأعلى على سطح الأرض وهي قمة إيفرست، رافعاً إسم لبنان.
وصل جورج إلى القمة مع صديقه الذي نقل إلى المستشفى بعد تعرضه لإصابات جسدية، بعدما كان يرافقهم فريق مؤلف من ثمانية أشخاص لم يتمكنوا من الوصول الى تحقيق الهدف المراد تحقيقه.
حلمه هذا بدأ منذ سنوات، لكن لأسباب مادية انتظر حتى اليوم، وزاد شغفه لتحقيقه منذ انتقاله للعيش في كندا عام 2014، حيث المناخ البارد يعيق القيام بأنشطة كثيرة. وبعدما تخرج من الجامعة عمل لساعات طويلة لجمع ما يحتاجه من النقود للإنطلاق برحلته.
يقول جورج في حديث صحفي: “رأيت جثثاً مرمية على أطراف الجبل، وهذا ما لم أكن أتوقعه. ومن أبشع المواقف التي تعرضت لها في هذه الرحلة، كان سقوطي فوق جثة شخص مجهول حين انقطع بي الحبل الذي كنت أستخدمه للتسلق”.
كلفته الرحلة ما يقارب الـ30 ألف دولار، ونحو عامين من التدريب المكثف، ومواجهة مخاطر لم تكن في الحسبان، كالتسمم الغذائي والإصابة بفيروس كورونا. واستغرقت الرحلة 37 يوماً، ركز خلالها على شرب الماء والشاي المثلج للمحافظة على ترطيب جسمه، كون الطعام الذي وفرته المجموعة التي تعامل معها لم يكن بالمستوى المطلوب. والحرارة في ذلك المكان كانت تقريباً -40 درجة تحت الصفر.
أصيب جورج خلال رحلته بالتهاب الشعب الهوائية، لكن ذلك لم يقلص من طاقته، بل ظل مستمرا لتحقيق هدفه.
رسالة جورج للشباب هي أن كل شخص بإمكانه أن يصل إلى أي مكان يريد، شرط تفهم طبيعة الطريق والمكان المراد الوصول إليه، وعدم ذهاب أي شخص بمفرده أو من دون فريق متدرب.
في خلاصة الموضوع، الإرادة الصلبة تصنع المعجزات، وما من أمر مستحيل مهما اشتدت الظروف صعوبة.
