كتبت عايدة الاحمدية: تستضيف بروكسل اليوم مؤتمرا دوليا يهدف الى جمع الدعم الإنساني والمالي لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسوريين في بلادهم والدول المجاورة، وتوفير الدعم السياسي والمالي للدول التي تظهر تضامنا مع النازحين واللاجئين السوريين.
اليوم الأول من المؤتمر هو “يوم حوار” بمشاركة قادة المجتمع المدني من داخل سوريا والمنطقة والشتات، وسيتحدثون عن الصعوبات والتحديات التي يواجهها الشعب السوري. وفي اليوم الثاني، يعقد اجتماع على المستوى الوزاري، بمشاركة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ودول الجوار السوري، وممثلين عن الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى.
هذا هو برنامج المؤتمر الدولي. وماذا عن برنامج لبنان الذي يدفع فاتورة النزوح الكبير نظراً لعدد النازحين الذين باتوا يشكلون نصف عدد سكانه ما خلق تداعيات اقتصادية واجتماعية كبيرة باتت تهددهذا البلد المنهك بكيانه
على ما يبدو، أن الحكومة اللبنانية لم ترسم حتى خطة واضحة في مقاربة ملف النزوح وما زالت تنتظر البيانات الدولية حول عدد النازحين فضلا عن. أخفاقها في إقناع المنظمات الدولية بتأمين المساعدات للنازحين السوريين داخل أراضيهم لتشجيعهم على العودة، اما اليوم فالحكومة تشارك بمؤتمر بروكسل بورقة سيتلوها وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الذي كلفه الرئيس نجيب ميقاتي تمثيله ٠
وتشكل الورقة التي اقرتها الحكومة وجهة نظر لبنان الرسمية حول حق العودة للنازحين وتمسك لبنان بهذا المطلب
وفيما يبدو، أن أقصى ما يمكن أن يحصل عليه لبنان في مؤتمر بروكسل هو المزيد من المساعدات. كشف وزير الخارجية عبدالله بو حبيب أن الأوروبيين يقولون إن الوقت غير مناسب الآن لعودة النازحين السوريين، ويطلبون اللجوء السياسي لهم، اما لبنان يشدد على إنهم لاجئون اقتصاديون ويطالب بالعودة. كما كشف بو حبيب أن كلفة النزوح السوري في لبنان تتخطى الـ5 مليارات دولار سنويًا، وهو مبلغ أكبر من المساعدات التي يحصل عليها لبنان.
من جهته، لفت وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار إلى أن موقف لبنان يجب أن يكون واضحًا مشددًا على أهمية سيادة لبنان وأهمية هويته وأهمية العودة، وأن لبنان بحاجة إلى خطة عودة وليس إلى مزيد من المساعدات.
وفي ظل انسداد الأفق الدولي أمام عودة اللاجئين، ينصب اهتمام الحكومة اللبنانية حاليًا على المفاوضات مع سوريا بشأن عودة النازحين. وبهذا الخصوص، كلفت الحكومة مؤخرا وفدًا وزاريًا للذهاب إلى سوريا للبحث في ملف العودة والآلية التي تخدم مصلحة لبنان وسوريا. ولكن هذا الطريق أيضًا به عقبات.
فأزمة النازحين السوريين تحتاج إلى استجابة شاملة ومنهجية للتعامل مع التحديات المعقدة التي تواجهها. ويجب على المجتمع الدولي والدول المعنية التركيز على إيجاد حل سياسي للنزاع في سوريا والذي يتضمن عودة آمنة وكريمة للنازحين إلى بلادهم باسرع وقت فلبنان بات على شفير الانهيار ولا يستطيع ان يتحمل المزيد من اعباء النزوح٠