![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2023/07/matar-renne-mouwaad-800x466.jpg)
اعداد ابراهيم بيرم: إمكان تشغيل مطار القليعات في شمال لبنان صار امراً ممكناً اكثر من أي وقت مضى، مما سيحقق إنجازاً اقتصادياً وانمائياً كبيراً يساهم في انماء المنطقة من جهة، ويخفف الضغط على مطار بيروت الدولي من جهة اخرى.
الموضوع تقدم الى الواجهة وصار مطلباً بعد ان اثار وفد نيابي من كتلة الاعتدال الوطني الشمالية، الموضوع مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.
حينها، ابلغ عضو الوفد النائب سجيع عطية الى موقع “اخباركم اخبارنا” بأن الرئيس ميقاتي أبدى تفهماً وحماسة، واتصل فوراً بوزير الاشغال والنقل علي حمية، طالباً منه اطلاعه على كل الدراسات والملفات المتصلة بالموضوع توطئة لتحقيق مطلب التشغيل، طارحاً فكرة تحويله بداية الى مطار لطائرات الشحن والتشارتر.
لكن كيف تأسس هذا المطار؟ وهل يمكن جعله مطاراً عادياً قادراً على استقبال طائرات الركاب؟
حسب معلومات استقاها موقع “أخباركم أخبارنا” من اكثر من مصدر، فان المطار الواقع وسط سهل عكار في اقصى الشمال على بعد نحو 105 كيلومترات عن بيروت، تعود ملكيته بالاصل الى شركة نفط العراق “الاي. بي. سي” التي كانت لها مصفاة بالقرب من طرابلس (ما زالت موجودة)، وكانت تتزود بنفط العراق بواسطة انابيب مدت في اواخر اربعينات القرن الماضي.
لكن في العام 1967 وانفاذاً لمعاهدة الدفاع العربي المشترك، تسلمت الدولة اللبنانية المطار وحولته الى مطار عسكري، على ان ترابط فيه طائرات تابعة لسلاح الجو اللبناني ويكون عند الحاجة مهبطاً لطائرات عسكرية عربية.
وبما ان الظروف والاوضاع تغيّرت وأبطلت العمل بهذه المعاهدة التي انشأها النظام الرسمي العربي في سنوات العزّ القومي، بادرت الحكومة اللبنانية في اواخر الثمانينات من القرن الماضي الى تحويله الى مطار مدني، خصوصاً ايام انقطاع التواصل بين بيروت والشمال بسبب حواجز الميليشيات على الطريق الساحلية، فكان بذلك اول خط جوي داخلي بعد تجهيزه في عجالة لاستقبال المسافرين. وقد شهد المطار نشاطاً ملحوظاً مما اضطر شركة طيران الشرق الاوسط الى تخصيص رحلتين يوميتين اليه.
وما يجدر ذكره ان المطار خصص بعد ابرام اتفاق الطائف في عام 1989 الى مكان لاستقبال النواب اللبنانيين العائدين من السعودية لينتخبوا الرئيس رينيه معوض كأول رئيس بعد الطائف، لكن الرجل ما لبث ان اغيتل بعد اسابيع بانفجار في بيروت.
وتدريجاً، توقف العمل في المطار اياه ليعود الى مطار مهجور ينتظر تشغيله مجدداً، خصوصاً وان الامر لحظ في كثير من خطط الحكومات المتعاقبة في بيروت.
ولم يستطع احد تحديد العوائق والموانع الحائلة دون تشغيله مطاراً مدنياً، إذ أن التكهنات كثيرة.
ويؤكد احد نواب الشمال وليد البعريني، ان نواب الشمال وعِدوا بتحقيق هذا الامر، ولن يسكتوا هذه المرة عن عدم الوفاء بهذا الوعد، خصوصاً بعد ان انكسرت الكثير من الحواجز السابقة.