خاص – “اخباركم اخبارنا “
معطيات ملموسة ظهرت خلال الساعات الماضية تعزز امكان الافراج عن هنيبعل معمر القذافي من معتقله في بيروت والذي وضع خلف قضبانه منذ اكثر من ثلاث اعوام من دون اخضاعه للمحاكمة او اطلاقه .
اذ ظهر ليل امس المحقق العدلي في قضية القذافي والمقرب من حركة ” امل ” القاضي حسن الشامي على تلفزيون ” الجديد ” في برنامج يعده ويقدمه الاعلامي المخضرم سامي كليب ، وقدم مرافعة مطولة عن ظروف اعتقال الرجل ودواعي عدم محاكمته طوال الاعوام الثلاث الماضية ولكن العنصر الدراماتيكي في السردية انه ( الشامي ) لمح وللمرة الاولى بان موعد اطلاق هنيبعل لم يعد بعيدا لافتا الى ان البحث جار عن مسوغات قانونية تبيح اطلاقه.
المعلوم ان الاعلامي كليب كان اثار قضية اعتقال الابن الاصغر للزعيم الليبي السابق والمقتول في اكثر من حلقة من حلقات برنامجه الليلي المرصود واستضاف خلالها العديد من المعنيين والخبراء القانونيين الليبيين والبنانيين .وركزت مداخلاتهم على انه برىء وان المضي باعتقاله من دون مثوله امام القضاء هو ” عمل تعسفي وظالم ” . ومن المعلوم ايضا ان القذافي الابن الذي كان لاجئا في سوريا ومشمولا بحماية رئيسها بشار الاسد ، قد استدرج بعملية امنية الى سهل البقاع اولا ومن ثم سلم الى السلطات اللبنانية .
وقيل ان عملية الاستدراج اعدها اشخاص من عائلة الشيخ محمد يعقوب الذي كان برفقة الامام موسى الصدر ييوم اختفائه في ليبيا ابان زيارة رسمية كان يقوم بها الى طرابلس الغرب في اب عام 1978 تلبية لدعوة من القذافي نفسه .
ومنذ ذلك التاريخ توجه حركة امل والمجلس الشيعي اصابع الاتهام للعقيد القذافي وتحمله مسؤولية اخفاء عالم الدين ذو الدور السياسي الفاعل .
وما يذكر انه بعد ان سلم القذافي الابن الى الاجهزة الامنية والقضائية اللبنانية مورست حملات ضغوط داخلية وخارجية لاطلاقه شارك في جزء منها الرئيس السوري بشار الاسد ولكنه لم تثمر اذ ظل الرجل قابعا خلف القضبان فتحولت قضيته الى قضية راي عام في الاسابيع القليلة الماضية خصوصا بعد ان بدات سلطات بلاده تطالب بحل قضيته وبعد ان اعلن القذافي الابن اضرابا عن الطعام احتجاجا على وضعه ، وسرت على الاثر معلومات تتحدث عن تدهور مريع في صحته . ومما يذكر ان الجهات المتعاطفة مع قضية القذافي تتهم الرئيس نبيه بري بممارسة نفوذه للاستمرار في اعتقال الرجل والحؤول دون ايجاد حل لقضيته .
ووفق توقعات فان ظهور القاضي الشامي الممسك بملف القذافي على شاشة تلك المحطة ( الجديد ) واطلاقه عبرها وعدا بالحل ، فهذا يعني ان الجهة المتهمة اقتنعت اخيرا بضرورة التخلص من هذه القضية وتداعياتها بعدما باتت عبئا ثقيلا خصوصا ان هنيبعل القذافي كان في الخامسة من عمره يوم اختفى الامام الصدر في بلاده ابان عهد والده .