مجدداً، ثمة من يصوّر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وكأنه في وضع المحاصر والقاصر عن ادارة شؤون الدولة، خصوصاً بعد بروز “ازمة” تمويل الدولة، لكن زواره ينقلون عنه تاكيده على ان ثمة فرصة كبرى لتجاوز كل المعوقات والعراقيل والصعوبات التي ظهرت خلال الساعات الماضية.
بداية، يقلل الرئيس ميقاتي بطريقته الهادئة التي اعتادت على جبهه الازمات، من كل ما يقال عن الخشية من حدوث انتكاسة، خصوصاً بعد التطورات الدراماتيكية الاخيرة على المستويين الامني والمالي، ويقول: لا يمكن لنا ان نستبعد تماماً احتمال حصول انتكاسة من هنا او صدمة من هناك من شأنها ان تترك بعض التأثيرات على الوضع المستقر والمتوازن نسبياً والذي نشأ في الايام الماضية، وتحديداً بعد خروج الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة من منصبه في نهاية ولايته بفعل اجراءات وتدابير قانونية اتخذناها امّنت انتقالاً سلساً لحاكمية مصرف لبنان الى النائب الاول له وسيم منصوري مدعوماً ومسنوداً من النواب الثلاثة الاخرين للحاكم .
ولكن، يضيف ميقاتي، نحن على ثقة بأنه في ظل الظروف الحالية الصعبة التي يعلمها الجميع، امّن الانتقال الى وضع موقّت، نعتقد انه مثالي الى حد بعيد، ويمكن ان يصمد، فنؤمن استقراراً معقولاً يحول دون خضات او اهتزازات.
ويضيف ميقاتي: ليس من باب الاعتداد والتبجح القول باننا سجلنا انجازاً مهماً بدد موجة من المخاوف سادت ولا سيما بعد ان حالت ظروف وتعقيدات بيننا وبين تعيين حاكم اصيل لمصرف لبنان .
ورداً على سؤال لأحد زواره، اجاب ميقاتي: نحن لم نعد النظر في التعهد الذي اعطيناه سابقاً بتأمين حكومة تصريف الاعمال التمويل اللازم للدولة الا تحت وطأة ضغوط وتمنيات وزراء وخبراء تمنوا علينا ترك الامر الى مجلس النواب لاقرار تشريعات بهذا الخصوص لكي نتلافى انقساماً محتملاً في حكومة تصريف الاعمال، الى اسباب ومعطيات اخرى، ونحن لم نشأ اطلاقاً ان نحدث ازمة في العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ولا مع سواه، فليس الوقت والظرف مناسبين لايجاد خلاف مع الرئيس بري. وقد حرصنا طوال السنوات الثلاث الماضية على احسن العلاقات مع الرئيس بري ونجحنا عبر التنسيق معه في تجاوز الكثير من الصعوبات وفي ادارة معقولة لشؤون الدولة، واعتقد ان هذا هو لسان حال الرئيس بري.
وكشف ميقاتي عن انه في صدد ايجاد معالجات وتدابير موضوعية وهادئة وقانونية لموضوع التمويل، وهناك لقاء سأعقده مع منصوري في القريب العاجل في هذا الصدد .
وعن ابعاد الدعوة التي قيل انه وجهها الى حكومة تصريف الاعمال للانعقاد في المقر الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان، والتي اثارت عاصفة من السجال، قال ميقاتي: لوضع الامور في نصابها الحقيقي، اقول لست انا من طرح مثل هذا الاقتراح خلال اللقاء مع البطريرك الراعي في الاسبوع الماضي، اذ ان احد الوزراء المرافقين لي ( محمد مرتضى ) هو من اجتهد وطرح هذه الفكرة. وكانت الصيغة الاولى لهذا الاقتراح هو ان تعقد الحكومة جلسة في الصرح، ولكنني شئت الخروج من هذه المسألة، فطرحت فكرة اللقاء التشاوري .
وخلص الى القول: لقد بذلنا جهوداً استثنائية لتجاوز مخاطر المرحلة، لذا لست من النوع الذي يتخذ قرارات ارتجالية من شأنها ان تطلق موجة تناقضات.