
كتبت عايدة الاحمدية: أكدت نائبة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، الدكتورة حبوبة عون، أن زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في هذا الوقت المهم من تاريخ لبنان، وفي هذه المرحلة التي يعيشها بلدنا، هي تأكيد على أن الجبل هو قلب لبنان النابض. ووصفت الزيارة بأنها تلاقي كل لبنان في قلب لبنان.
وأضافت الدكتورة عون خلال حديثها لموقعنا “اخباركم اخبارنا”، أننا كلبنانيين لا نستطيع أن نعيش إلا مع بعضنا البعض رغم كل التباينات والخلافات. وقالت إننا مررنا بكثير من المراحل السيئة والصعبة في تاريخ لبنان، وغالبًا ما حدثت في الجبل. ولكن الحمد لله، حدثت مصالحة مع البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير، وأدت إلى عودة الجبل، قلب لبنان النابض بكل طوائفه وألوانه وأطيافه.
وأكدت أن البلد هو للجميع، والجبل للجميع، والشوف للجميع، ولكل الأحزاب والناس الذين يسكنون فيه والذين يحبون زيارته والسياحة في ربوعه.
وشددت على أن زيارة البطريرك الراعي هي تأكيد جديد على صوابية خيار وليد جنبلاط بالمصالحة، لأن التوازن في الجبل هو جزء أساسي من التوازن في لبنان ككل. وأشارت إلى ضرورة العودة إلى القرى واستكمال إعمارها وخلق فرص عمل فيها، وأن يكون هناك فرص عمل للشباب، لخلق مقومات حياة تعيد الشباب إلى قراهم وتعيد للمسنين الوحيدين في القرى الحياة، لأن الهجرة مميتة.
وعن الرسالة التي تحملها زيارة البطريرك الراعي على مستوى لبنان، أكدت نائبة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي أن هذه الزيارة تحمل معان جيدة وكثيرة في هذا الزمن الصعب الذي نعيشه، وتؤكد أن لبنان واحد لكل سكانه وأهله ولكل أحزابه وطوائفه.
وقالت: “نحن في الحزب التقدمي الاشتراكي ومع مصالحة الجبل، ومع وليد وتيمور جنبلاط، يدنا مفتوحة لكل العالم. ولدينا نية بالتنمية وبإرساء العدالة الشاملة، ونية بترسيخ العودة والاعمار والنهوض بالوطن”.
وحول انعكاسات تفاهم أهم طائفتين مؤسستين للبنان “الرسالة”، قالت عون: “إذا أردنا أن نتحدث طائفياً، لبنان الكبير قائم على أساس جبل لبنان الذي كان عماده الموارنة والدروز، وهم عاشوا مع بعضهم البعض منذ زمن، بغض النظر عن “الخضات” التي حدثت. لبنان لا يمكن أن يقوم إلا إذا كانت هاتان الطائفتان مع بعضهما البعض. وكل من يقول أن لبنان يمكن أن يقسم، أو يدعو إلى اتباع مثال معين أو نظام من الأنظمة الدولية التي تعتمد التقسيم جغرافياً أو طائفياً نقول له، لبنان موحد بأطيافه الطائفية والحزبية. ونؤكد رسالة البطريرك ورسالة سماحة شيخ العقل الدكتور سامي ابي المنى وأيضاً البابا فرنسيس الذي يقول لبنان رسالة، لبنان جامع لكل الناس، ولا يمكن أن نقسمه على مستوى طائفي أو حزبي أو مذهبي أو غيره. لبنان يجب أن يبقى موحداً جامعاً لكل أطيافه، يستفيد من خيراته ومن موارده الطبيعية كل أهله أينما كانوا، فهم يجب أن يبقوا موحدين. ولكن لا ضير إذا كان هناك عدد من الطروحات “الفورملة” التي قد تساهم في التنمية المحلية مثل اللامركزية الادارية، ولكن أعتقد أن لبنان لا يمكن أن يحمل أكثر من هذا”.
وأشارت عون إلى أهمية التعاون بين الأطياف اللبنانية، مؤكدة أن ما يقوم به شيخ العقل وغبطة البطريرك يصب في هذا الإطار. وأوضحت أن هناك طروحات متقدمة من جهة الراعي وأبي المنى لجهة أمور تتعلق بالتنمية واستخدام الأوقاف للطائفتين في هذا المجال، ولفتت إلى أهمية السياحة الدينية ومردودها على المستويات الثقافية والوطنية والروحية.
وأخيراً، لفتت عون إلى أن لبنان بلد صغير جغرافياً ولكنه كبير بأهله وناسه، ومهما تباعدوا جغرافياً فهم مجموعين روحياً.