في أجواء هادئة نسبيًا مع حدوث انتهاكات متفرقة، وتطلعًا إلى تحقيق استقرار وتثبيت وقف إطلاق النار، تعيش مدينة صيدا في جنوب لبنان أوقاتًا هادئة بعد مرور 3 أيام على اشتباكات عنيفة ومتواصلة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.
أسفرت هذه الاشتباكات العنيفة بين أفراد من حركة “فتح” ومجموعات إسلامية مسلحة في المخيم عن تكبيد المدينة خسائر واسعة، حيث بدا وقتها أن الحياة تكاد تتوقف تمامًا فيها لمدة يومين متتاليين. ذلك نتيجة لتساقط النيران العشوائية والقذائف في أنحاء متفرقة من المدينة.
تواصل موقعنا “أخباركم اخبارنا” مع المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في صيدا بسام حمود الذي أسف في حديث الى للموقع للأحداث التي يشهدها مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، “والذي ينعكس سلبا على مدينة صيدا وعلى أهلها الذين يعانون جراء ما يجري، خصوصا وأن الاشتباكات المسلحة في المخيم أثرت على المدينة بسبب تساقط الرصاص الطائش والقذائف الصاروخية في عدد من أحيائها، ما أدى لوقوع قتلى وجرحى وخسائر في الممتلكات، الى جانب منع التجول في شوارع صيدا واقفال تام للمحال التجارية والمؤسسات، وهو أمر ينعكس سلبا على اهل المدينة في ظل الواقع الاقتصادي السيء الذي تعيشه البلاد”.
وانتقد حمود “التعاطي السيء لوكالة غوث اللاجئين – الأنروا مع النازحين من عين الحلوة، لاسيما وان الوكالة رفضت فتح مدارسها للهاربين من الاشتباكات، ما حمل اعباء اضافية على بلدية صيدا التي اضطرت لاستقبال عدد كبير من هؤلاء”. ورأى أن “الأونروا” ” مقصرة بشكل كبير وهي تتحمل مسؤولية إنسانية كبيرة إزاء ما يجري، وهي لم تقم بأبسط ما هو المطلوب منها حاليا، داعيا المسؤولين في المنظمة الأممية للاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه القاطنين في مخيم عين الحلوة، والا فإنهم يشاركون في تعريض هؤلاء اللاجئين للخطر”.
بيان
وكان صدر عن حمود البيان التالي: “من جديد ورغم إجماع القوى الفلسطينية وكل المساعي اللبنانية، تعود الأيادي الآثمة لتفجير الإشتباكات العبثية داخل مخيم عين الحلوة، غير عابئة بمصير مئات العائلات التي باتت بلا مأوى تهيم على وجوهها في الطرقات وعلى أبواب المساجد بعدما تخلت الأونروا عن القيام بواجباتها في إيواء النازحين من هول الإشتباكات.
وفي الوقت الذي بذلنا فيه إلى جانب كل المرجعيات السياسية الصيداوية كل المساعي والسبل من أجل تثبيت وقف إطلاق النار والإلتزام بالإجماع الفلسطيني الذي عبرت عنه قرارات هيئة العمل الفلسطيني المشترك، نجد من يمعن في غيّه ولا يعطي لكل القرارات أي إعتبار ضارباً عرض الحائط بكل ما تم التوافق عليه.
وأمام هذا الواقع الأليم وهذا التفلت وهذا العبث بأمن اللبنانيين والفلسطينيين، فإننا في الجماعة الإسلامية نؤكد على النقاط التالية:
أولاً: ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإلتزام بكل مندرجات الإتفاق والإجماع في سفارة فلسطين.
ثانياً: العمل على تنفيذ باقي البنود التي صدرت عن إجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك.
ثالثاً: الإعلان الواضح والصريح عن الجهة التي تخرق وقف إطلاق النار وفضحها أمام الرأي العام الفلسطيني واللبناني.
رابعاً: الإعلان الواضح والصريح عن الجهات التي تعرقل تنفيذ مقررات الإجماع الفلسطيني.
خامساً: نحذر من تداعيات هذا الإستهتار بأمن واستقرار مدينة صيدا ومخيماتها.
سادساً: ندعو الجماهير الفلسطينية وأهالي مخيم عين الحلوة للإستعداد لأخذ المبادرة وفرض ما عجزت عنه القوى الفلسطينية مجتمعة، لأن استمرار هذا التفلت للسلاح وهذه المعارك العبثية سترتد سلباً على قدسية القضية الفلسطينية التي تشكل صيدا حاضنة له”.