
كتب ابراهيم بيرم: هل اتخذ (ا ل ح ز ب) قرار التصادم مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين؟
هذا السؤال طرح اليوم بعد تغريدة اطلقها احد نواب (ا ل ح ز ب) ابراهيم الموسوي، اتهم فيها المفوضية بـ “الاعتداء على السيادة اللبنانية”.
اتى ذلك الموقف بعدما تداولت بعض الصحف صبيحة اليوم الخميس، نبأ عن اعطاء المفوضية اياها افادات سكن صادرة عنها الى العديد من النازحين السوريين. وقد بينت هذه الوسائل صوراً عن تلك الافادات، اظهرت انها حديثة العهد.
اضاف الموسوي في نصه، انه بات لزاماً على الجميع “عدم الاكتفاء بادانة هذا الانتهاك الخطير في حق البلد واهله. المطلوب اتخاذ اجراءات فورية في حق المفوضية لردعها، وكذلك المبادرة الجدية الى قرار سيادي رسمي وطني عام لوقف تدفق النازحين (السوريين) والبدء باعادتهم من حيث أتوا”.
لم تكن خطوة المفوضية هي الاجراء الوحيد الذي اثار حفيظة (ا ل ح ز ب)، ودفعه الى اعلاء الصوت اعتراضاً واحتجاجاً على هذا النحو غير المسبوق.
وفي هذا الاطار، يقول الموسوي: “إرتيابنا بطريقة مقاربة المفوضية لموضوع النزوح ليس جديداً او مفاجئاً، لكن التصرف الاحدث والاكثر رعونة والمتمثل باعطاء تلك الافادات هو الاجراء الاكثر استفزازية اخرجنا عن طوعنا، وهو استطراداً يشكل قطرة الماء التي جعلت الكأس المترعة تفيض، وهو في تقديرنا ينطلق من خلفيتين:
الاولى انه التصرف الاكثر استفزازية وعدوانية للشعور الوطني، فعندما اقدمت تلك المفوضية على فعلها الاخير فانها كانت تنتزع لنفسها صلاحيات مخاتير القرى والاحياء، والسلطات المحلية المعنية. ونحن نجد في هذا السلوك استهتاراً ما بعده استهتار، غير مسبوق، للدولة ولاداراتها المعنية، فضلاً عن انه انتهاك صارخ لأبسط مقومات السيادة.
الثانية، ان هذا الفعل يقودنا الى الكلام عن معضلة اخرى اكبر، تتجسد في الازدواجية وسياسة الوجهين، المعلن والمخفي، التي تتبعها تلك الجهات الأممية المعنية، وتلك الجهات الغربية، وهي تقارب ملف النزوح منذ ان فرض نفسه امراً واقعاً وثقيلاً ولحد اليوم”.
وتحدث الموسوي عن لقاءات جرت بين لجنة الشؤون الخارجية النيابية وممثلي المفوضية وسفراء الاتحاد الاوروبي والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن، وقال:
“المفارقة ان هؤلاء كانوا يبدون، ونحن نعرض وجهتنا تلك ونبيّن موجبات الاعتراض، تفهماً لوجهة نظرنا وفي اسوأ الاحوال يسكتون. لكنهم، وبعد ارفضاض اجتماعات اللجنة يشرعون بفعل العكس، ويعودون الى معارضتهم الشرسة لأي كلام أو فعل لبناني يؤدي الى اعادة النازحين، او الحد من تدفقهم، أو الاعتراض على خطوات تفضي الى دمجهم بالمجتمع اللبناني، وهذا تنطبق عليها إزدواجية المعايير عند هؤلاء”.
ويرفض الموسوي الاستنتاج بأن كلامه وموقفه هما الاشتباك الاول من نوعه بين (ا ل ح ز ب) ونوابه من جهة، ومع الجهات الامميّة المعنيّة بشؤون النازحين من جهة اخرى، ويقول: “نحن كنا دائماً نبلغهم رأينا وملاحظاتنا على ادائهم المشبوه في اللقاءات المغلقة معهم. لكن يبدو، بعد تصرفهم الاستفزازي الاخير (اعطاء الافادات السكنية)، انهم ضربوا عرض الحائط بكل الموقف الوطني المُجمِع على إدانة هذا الاداء الملتبس، والداعي الى تغييره على نحو يوفر الدعم للسلطات اللبنانية”.
لذا يخلص الموسوي الى القول: “الامر بالنسبة الينا ليس هجوماً اول او خطوة اولى في رحلة طويلة للتصدي، لكن الاكيد اننا لسنا في وارد السكوت بعد اليوم، ونحن في صدد التحضير مع اطراف تشاطرنا مخاوفنا ورؤيتنا بمن اجل المواجهة والمكاشفة”.