![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2023/10/000_1f23gm-1-original.jpg)
كتب باسل عيد: لم تكن ليلة الجمعة – السبت عصيبة على الغزاويين فحسب، حيث أطلق فيها العدو الإسرائيلي كامل هوايته بالبطش والتنكيل والقتل والإجرام وإراقة الدماء، مترافقة مع قطعه لكل سبل الاتصالات عن اهل القطاع ليتسنى له ارتكاب ما يحلو له من فظائع بلا حسيب ولا رقيب.
ليل غزة المرعب إنسحب على نفوس كل حر شريف متعاطف مع الأبرياء الذين يسقطون ظلماً وعدواناً. الكل في شتى أنحاء العالم تسمّر حتى ساعات الفجر أمام شاشات التلفزة يراقب ما يجري بحسرة وألم. يشاهد الموت المنتشر في غياهب الظلام من خلال صورة يحاول بعض المراسلين نقلها بأي طريقة في ظل انقطاع الاتصالات، او يسمع صراخ الثكالى وأنين الجرحى عبر تسجيلات صوتية حاولت بعض وسائل الاعلام نقلها بعد تعذر الصورة.
لبنان بدوره لم يكن بعيدا عن الحدث، فهو في قلب العاصفة، وما يجري لشعب غزة المسحوق تحت آلة القتل الصهيونية يعني كل حر شريف عروبي في هذا البلد.
السواد الأعظم من اللبنانيين لم يذق طعم النوم هذه الليلة، فهم تابعوا ما يجري لحظة بلحظة، وفي داخلهم نوعان من الخوف: خوف على مساكين غزة، وخوف من امتداد المعركة الى لبنان. فالعملية البرية الاسرائيلية قد بدأت، وربما تكون “بروفا” لما هو قادم، والأمور تشي بالأسوأ. فما حصل ليلاً مرجح لأن يتكرر بوتيرة أعلى مع الساعات والأيام القادمة، واحتمال اتساعة رقعة الحرب باتت ممكنة، وبالطبع لبنان سيكون أولى ساحاتها.
وما إن طلع الفجر، حتى بدأ اللبنانيون بالاستعداد لما هو آت. المحال التجارية والسوبرماركات ممتلئة بالذين بدأوا بشراء المؤونة، كل بحسب قدرته الشرائية، من مواد غذائية ومعلبات وغيرها من ضرورات الحياة اليومية. وسارع كثيرون الى مراكز تعبئة الغاز لملء قواريرهم تحسباً لنفاد المادة، وكذلك شهدت العديد من محطات المحروقات بعض الزحام للسيارات والمركبات للحصول على الوقود تحسباً للأسوأ. ولا ننسى الاقبال على شراء الخبز وتخزينه من قبل الكثيرين في حال انقطع.
الهلع إستشرى في لبنان، والعين على ما يجري في غزة. فإشارة الحرب الشاملة في المنطقة ستنطلق من هناك، والخوف، كل الخوف أن تكون تلك الإشارة قد انطلقت ليل أمس في انتظار ساعة الصفر.