![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2023/10/FB_IMG_1593118932926-800x500.jpg)
كتب باسل عيد: رأى الكاتب والمحلل السياسي سركيس ابو زيد أن الحرب في غزة “مفتوحة على كل الاحتمالات لان الحدث يتطور ويتفاعل واحيانا يتغير ويكتسب عناصر جديدة ايجابية او سلبية”.
واشار ابو زيد في حديث الى موقع “أخباركم أخبارنا”، ان الكل “يتهيب المواجهة العسكرية الشاملة التي ينتج عنها خسائر ودمار وربما توسيع رقعة الاشتباك لتحصل حرب اقليمية او دولية، لان هناك اطرافا تدعم هذا الفريق او ذاك ما يهدد بتوسيع دائرة الاشتباك، ما قد يؤدي الى خسائر غير محسوبة”.
واعتبر ان احتمالات التسوية “صعبة، لأن كل فريق له مطالب مرتفعة ومتشددة، ولا تسمح له الظروف بإجراء تسويات سريعة ومقبولة، الى جانب عدم وجود طرف ثالث كالأمم المتحدة او قوى محايدة قادرة على الضغط على الطرفين لانتاج تسوية تحد من المعركة”.
وخلص في هذا الشأن بأن “الحرب على غزة مفتوحة، ومن الممكن ان تتطور باتجاه توسيع دائرة الاشتباك، وهذا يشمل جبهة جنوب لبنان، كذلك من الممكن دخول عناصر من اجل احتواء الازمة وايجاد تسوية مرحلية، وهذا كله يرتبط بتطور الاوضاع على الساحة وعلى موازين القوى وسير العمليات”.
وعن الاوضاع في الجنوب وامكانية دخول لبنان في الحرب قال ابو زيد: “الوضع في الجنوب نوع من الحرب لكنها محدودة حتى الآن، والاشتباكات مازالت يحكمها خطوط حمراء وهي منضبطة وهناك احتواء للصراع حتى لا يتوسع بشكل اكبر. الا ان الواضح بأن هناك استنفار ل(ا ل ح ز ب) وهو جاهز للدخول في معركة واسعة في حال حصل اجتياح بري لغزة، او في حال تطورت المعارك على الحدود الجنوبية. لذلك هناك جهوزية لكل الاحتمالات سواء لجهة المشاركة او لضبط الوضع”.
اضاف: “حتى الآن (ا ل ح ز ب) مكتفي بأن التحركات التي حصلت قسمت الجيش الاسرائيلي الى قسمين: قسم على جبهة غزة وقسم آخر على جبهة الجنوب، لانه يتخوف من تطور الامور على هذه الجبهة كونه يدرك القدرات والامكانيات والاسلحة النوعية التي يمتلكها (ا ل ح زب)، ولذلك أشغل جزءا من قواته على هذه الجبهة مما خفف العبء عن غزة”.
إلا أن أبو زيد اشار في المقابل الى ان “كل الاحتمالات مفتوحة، وقد تكون جبهة الجنوب بديلا عن عجز الاسرائيلي عن امكانية اختراق غزة، بالاضافة الى انه يسعى للابقاء على جبهة الجنوب مؤججة لانه يستفيد منها على الاقل من الجانب الاعلامي لانه يريد ان يوحي ان الخصم الاساسي هما (ا ل ح ز ب) وايران، لأن هذا الموضوع له مؤيدوه في الغرب من خلال وصف حركة حماس بالارهاب وشيطنة (ا ل ح ز ب) وايران”.
وأكد ابو زيد على ان حركة حماس “تمثل شريحة واسعة من الشعب الفلسطيني، وانه لا يمكن اجتثاثها بسهولة لان لها حضور شعبي ومؤيد في داخل فلسطين وعلى امتداد العالم والعربي كونها جزءا من تيارات اسلامية أوسع، كحركة الاخوان المسلمين، ومن جماعات اسلامية متعددة”.
وتابع: “اما في حال منيت حماس بهزيمة واسعة، فعلينا ان ندرك ما هي ردة فعل الشعب الفلسطيني وجميع المؤيدين لفلسطين ولمحور المقاومة، لانه اذا كانت البداية مع توجيه ضربة عسكرية كبيرة لحماس سيطال الآتي التنظيمات والجماعات الاخرى”، مشيرا الى ان “حماس لم تعد وحيدة، اذ ثمة بلدان مؤيدة لها مثل قطر وتركيا وغيرها من الانظمة التي تدعمها منذ زمن بعيد لاعتبارات ايديولوجية وسياسية واستراتيجية. كذلك محور المقاومة الذي تربطه تحالف مع حماس، ليكون جاهزا للتدخل في حال تطورت الامور، التي على ما يبدو انها تتجه نحو حرب استنزاف طويلة”.
وعن قدرات “حماس” في الحاق الهزيمة بإسرائيل، رأى أبو زيد ان الحركة “لن تستطيع إلغاء إسرائيل او الولايات المتحدة او تحقيق نصر ساحق ضد هذه الاطراف”. وقال: “هناك تعثر وتراجع للنفوذ والهيمنة الاميركية في العالم، وهذا ملحوظ في حرب اوكرانيا وفي معارك اخرى، الا ان هذا لا يعني بأن الولايات المتحدة انتهت او سقطت او من الممكن ان تسقط بهذه السرعة”.
اضاف: “هناك تعثر وتراجع من اميركا، في مقابل تشكل محور جديد يشكل قوة عالمية اساسية في وجهها، ولكن هذا الامر يتطلب وقتا لاختبار موازين القوى. وكذلك بالنسبة الى تراجع اسرائيل ونهايتها فأنا اصدرت كتابا منذ سنتين تطرقت فيه الى ضعف اسرائيل من الداخل بأنها متعثرة ولا تمتلك القوة التي كانت معروفة بها، لان هناك ثغرات في داخل هذا الكيان، وعملية 7 تشرين اثبتت وجود تلك الثغرات وهذا الضعف والتراجع في وظيفة اسرائيل وجيشها في الدفاع عن الغرب والولايات المتحدة لدرجة ان اميركا اضطرت لان تتحرك واساطيلها بنفسها من اجل حماية اسرائيل من التراجع والانهيار. وبالرغم من ذلك فإن الحديث عن انهيار تام لاسرائيل يتطلب وقتا وموازين قوى اقليمية ودولية غير متوفرة بشكل كامل الآن”.
وعن سبب عدم تدخل ايران في الدفاع عن غزة، ولماذا لم يتم تطبيق شعار وحدة الساحات الذي رفعه محور المقاومة قال ابو زيد: “وحدة الساحات موجودة بدليل الاجتماع الاخير الذي حصل بين السيد حسن نصرالله مع حركة الجهاد وحماس وتاكيدهم على التنسيق. ايران ومحور المقاومة معنيان بهذه المعركة ولكن ليس بالضرورة بأن يكون هذا المحور هو من يقود هذه المعركة، فهو شريك ومؤيد وداعم. ولكن ايران والمحور اختار بأن تكون المقاومة هي العنوان الاساسي، وهذا ما أشار اليه السيد نصرالله في رسالته والتي اعتبر فيها بأن شهداء المقاومة في الجنوب هم على طريق القدس للتذكير بأن المعركة الاساسية هي القدس وبأن قيادتها هي المقاومة الفلسطينية وبأن المعركة هي بأولويتها فلسطينية، وهذا يعطي قوة لهذا المحور لان موضوع القدس وغزة يوسع دائرة التأييد والدعم في العالم العربي والاسلامي وهذا ما حصل”.
وختم: “تطور المعركة الميداني ومدى قوة وصمود حماس يقرر في اي وقت وفي اي توقيت تطبق وحدة الساحات ويدخل المحور المعركة في الوقت المناسب”.