ماذا ارتكبت الماجدة ليصب بعض اللبنانيين جام غضبهم عليها؟ هل لأنها نطقت بالحقيقة وجسدت امنيات غالبية اللبنانيين، بمن فيهم اولئك الذين يشنون عليها هجمات غير مبررة ويصفونها بأقذع العبارات؟
ماجدة الرومي تحدثت بلسان السواد الأعظم من اللبنانيين، الذين يتحسرون يوميا على “سويسرا الشرق” سابقا، وينظرون الى بلدان محيطة بهم، كان لبنان في الماضي سابقا لهم بأشواط، لينقلب الواقع فيصبح بلدنا في الحضيض وتتحول تلك البلدان في المقابل الى أرض الأحلام.
بماذا أخطأت ماجدة الرومي عندما تحدثت عن أبوظبي ودبي؟ من منا حين يشاهد صور تلك الإمارتين أو فيديوهات عنهما لا يشعر بالحسرة والتمني في آن؟ حسرة على واقع الوطن المذري، وتمن لو أن الإقامة فيهما من نصيبه، حتى من يراشقون ماجدة يتمنونها من صميم الصميم.
بنيت تلك المعجزات من لاشيء. من صحراء قاحلة جرداء، تحولت بقدرة الله وبتصميم القادة، أصحاب الضمائر والمسؤولية المغروسة في قلوبهم والصدق تجاه شعوبهم، الى جنات خضراء ومدن نافست كبرى مدن العالم، وأصبحت وجهة الشرق والغرب على السواء، ومثالا يحتذى بالتخطيط والتنفيذ والتصميم على البناء والتطوير.
في المقابل، تقهقر لبنان حتى وصل الى الحضيض. دمر على يد أبنائه، سرق، نهب، أظلم، عطش، تحول من مستشفى الشرق الى مركز الأمراض والعلل، الجسدية منها والنفسية، انهارت عملته الى ادنى المستويات العالمية بعد ان كانت في المراتب الاولى في ايام العز، تراجع التعليم فيه واصبح حكرا على الميسورين، لا دواء، لا طبابة، هجرة أدمغة، انهيار في القطاع المصرفي، فقر وعوز، بنى تحتية مهترئة، واقع سياسي رث، وضع اجتماعي مذر، لا كهرباء ولا ماء، تناحر وتنكاف وطائفية وبغضاء، واللائحة تطول.
وبعد، أليس هذا هو واقعنا؟ لماذا الاختباء خلف الاصبع؟ كل اللبنانيين باختلاف مشاربهم وطوائفهم يقرون بتلك الحقيقة.
فبالله عليكم أخبروني بماذا أخطأت ماجدة في توصيفها لهذا الواقع؟