![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2024/03/PHOTO-2024-03-06-10-52-14-600x500.jpg)
كتبت ناديا شريم: بعد اسبوع يطوي النازحون من القرى والبلدات الحدودية الجنوبية نصف عام على تركهم بيوتهم وأرزاقهم على طول الشريط الممتد من رأس الناقورة الى الوزاني وشبعا وكفرشوبا.
لكن من يتكفل بتقديم المساعدات للنازحين ولا سيما في قضاء صور الذي يستضيف غالبية النازحين؟ وهل تكفي التقديمات الحالية؟
لم يكن أكثر المتشائمين من النازحين الجنوبيين يعتقد أن فترة النزوح ستتخطى الشهر أو الشهرين، وكانت الآمال معقودة على تمديد الهدنة اليتيمة التي شهدتها جبهة غزة وانسحبت على جبهة لبنان في 24 تشرين الثاني الماضي
لكن الحرب عادت و النازحون لم يعودوا إلى ديارهم وما زالوا يعانون وفق غياب تام لأجهزة الدولة وخدماتها في ظل هذه الظروف الصعبة
النازحون الى صور: 24 ألفاً ووحدة الكوارث في اتحاد البلديات مستنفرة لكن ليس لديها خطط واضحة وأن وجدت بعض الخطط فليس هناك من أموال لتنفيذها فاعلين بصيرة واليد قصيرة وخطة الطوارىء ما زالت مفقودة رغم تطور العمليات العسكرية وتوسعها.
لكن كيف يتدبّر النازحون أمورهم في ظل غياب الحكومة؟
في هذا المجال ينشط مجلس الجنوب وبعض الجمعيات لتقديم المساعدات الضرورية غير أن هذه المساعدات غير كافية نسبة الى الاحتياجات المتزايدة يوما بعد يوم لا سيما لأولئك الذين تركوا ديارهم وليس لديهم حتى ثياب غير تلك التي يرتدونها. فماذا عن المساعدات التي تقدّمها لهم الجهات المحلية والجمعيات ومجلس الجنوب؟
يقول أحد النازحين :” منذ بداية الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الحدودية، تقوم وحدة إدارة الكوارث برعاية شؤون النازحين الذين توزعوا على قرى قضاء صور والبالغ عددهم 24 ألف نازح، يتوزّع منهم 790 نازحاً على خمسة مراكز إيواء.”
أما عن المساعدات فيؤكد ؛” أن المساعدات التي تقدّمها الجمعيات والمنظمات الدولية ومجلس الجنوب تتم بشكل دوري حيث تسلم العائلة مستلزمات الإيواء من فرش، وحرامات، وحصّة نظافة، وحصّة غذائية، فضلاً عن حليب الأطفال وكذلك حاجيات كبار السن وتكون طريقة توزيع المساعدات على النازحين من خلال التنسيق والتعاون مع المجالس البلدية في قضاء صور ومنسّق وحدة إدارة الكوارث والنازحين ، هذه التقديمات تشمل كل النازحين الموجودين في مراكز الإيواء والنازحين الموزعين على قرى القضاء.”
اما بحسب الأرقام،فقد نزح الى قضاء صور خارج بلدات الحافة الأمامية في الشهر الأول من بداية عملية “طوفان الأقصى” أكثر من 20 ألفاً، فيما بقي بعض سكان البلدات الأمامية في منازلهم، ولكن مع اشتداد الاعتداءات نزحوا تباعاً، وباتت الحاجة ضرورية لتقديم المساعدات لهم، سواء كانوا في مراكز الإيواء التي يصل عددها الى 5، أو في منازل قدّمها مغتربون، أو اضطروا لاستئجار شقق سكنية.
و تقدم وحدة الكوارث للنازحين في مراكز الإيواء ثلاث وجبات غذائية بشكل دوري وذلك عبر المطبخ التابع لمؤسسات الإمام موسى الصدر، أما في شهر رمضان فعُدّلت الوجبات لتصبح وجبة واحدة تناسب الصائمين. وتخصيص هؤلاء بوجبات الغذاء ضروري لأنه ليس لديهم في مراكز الإيواء مقوّمات الحياة العادية ولا سيما أنهم في مدارس وبالتالي ليس فيها ما يسمح بتجهيزات مطبخية وغيرها.
ويشير مدير وحدة إدارة الكوارث مرتضى مهنا الى صعوبات جمّة تعترض القيام بمهام الإغاثة بشكل عادي، ويوضح لـ”النهار” أن هناك “نقصاً كبيراً في تقديم المساعدات بسبب شحّ التمويل لدى الجمعيات والمنظمات الدولية التي تعنى بشؤون الإغاثة، وهذا يحتم استمرار المعاناة في تأمين حليب الأطفال والحفاضات”.
الى ذلك تعاني مراكز الإيواء من نقص في مادة المازوت ما يمنع تأمين الكهرباء لتلك المراكز، وأكد مهنا “متابعة بذل الجهود مع الجمعيات والمنظمات الدولية من أجل تأمين الحد الأدنى من احتياجات النازحين”.
الى جانب وحدة الكوارث هناك متطوّعون يعملون على تأمين وصول المساعدات وكذلك الاهتمام بجمع المعلومات عن النازحين، ومن هؤلاء قاسم بيضون من مدينة بنت جبيل الذي يهتم بالنازحين من منطقة بنت جبيل الى قضاء صور، ويحرص على وصول المساعدات لجميع النازحين ولا سيما في هذه الظروف الصعبة.
أما من بقي في قرى صور كعلما الشعب والضهيرة والبستان وغيرها، فإن المساعدات الغذائية تصل الى تلك العائلات القليلة دورياً من خلال تكليف أشخاص بالتوجّه لتسلّمها من اتحاد بلديات صور.
الى ذلك تنشط جمعيات في إغاثة النازحين بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، فيما تهتم جمعيات أخرى بأنشطة ترفيهية أو تربوية للنازحين.
ويشكو بعض النازحين من أن بعض الجمعيات تسعى للإفادة المادية على حساب النازحين وذلك من خلال تنظيم أنشطة لا تساعد النازحين ولكن الهدف منها جمع الأموال أو تبرير صرفها أمام الجهات المانحة.
في المحصلة لا تكفي المساعدات لسدّ رمق النازحين ولا سيما أن الحكومة غير قادرة على تأمين الأموال، وللنازحين متطلبات بديهية وخصوصاً لمن لا يستطيع استئجار منزل. لكن بعض الأحزاب تحرص على تقديم مساعدات نقدية متواضعة للنازحين على قاعدة “حجرة تسند خابية”. لكن المطلب الوحيد للنازحين يبقى بسيطاً جداً ولا يكلف أحداً أيّ قرش وهو “العودة الى الديار”.