كتب حنا صالح في صبيحة اليوم الـ 1684 على بدء ثورة الكرامة
الإجرام الصهيوني يلاحق اللبنانيين دون تفرقة، وحرب “المشاغلة” و”الإستنزاف” ترتد بمزيد من الويلات على اللبنانيين. ثلاثة أطفال من التلامذة أصيبوا وهم على متن حافلة تنقل 18 تلميذاً قاصراً، على طريق شوكين كفردجال، إلى مدرستهم في منطقة النبطية. عدوان مباشر نفذه العدو الإسرائيلي الذي كان يستهدف سيارة تقل المسؤول في حزب الله محمد علي ناصر فران الذي قتل على الفور.
تزامناً طغى من طهران مشهد الإجتماع الذي جمع قائد الحرس الثوري وقائد فيلق القدس، مع قادة أطراف قوى الممانعة في المنطقة بينهم نعيم قاسم وإسماعيل هنية، والحصيلة تبلغ قادة ميليشيات المحور الإيراني أن عليهم المضي في “المقاومة” على “كل الجبهات حتى النصر الكامل للمقاومة الفلسطينية في غزة مع مشاركة كل الفصائل وجبهات المقاومة”! أما كيف يمكن ترجمة ذلك؟ وكيف يمكن قراءة المشهد الميداني حتى يصر قادة الممانعة في إيران على المنحى إياه، فلم تتوفر معطيات عن كيفية التعامل مع الواقع الميداني الناجم عن حرب التوحش الصهيوني، وقد هجّر العدو كل القطاع وحول أجزاء منه إلى أرضٍ غير صالحة للعيش، ويعمل على إستكمال تدمير رفح لإستكمال القتل والتهجير،متذرعاً بأنه يلاحق كتائب حماس..
أما جبهة “المشاغلة” فقد أدت إلى تحويل الجنوب إلى أرض محروقة بعد تهجير واسع وإنعدام أفق العودة.. فعشية ال25 من أيار ذكرى التحرير، يمضي العدو في توسيع نطاق عملياته الإجرامية متجاوزاً جنوب الليطاني، وآخرها الإستهداف الذي جرى على طريق كفردجال وكاد أن يتسبب بقتل التلامذة وهم بالطريق إلى مدرستهم! وأطلت “الأخبار” اليوم لتقول رداً على تهديدات نتنياهو، أنه إن أصر العدو على شنِّ عمليات في العمق في شمال الليطاني، بمسافة 40 كلم إلى 100 كما يهددون، فإن إسرائيل لن تنجو من مسيرات حزب الله! وهنا نفتح مزدوجين للقول أن ما حملته أحداث الأشهر الماضية التي تكاد تنهي غزة، وتجعل جنوب الليطاني حزاماً أمنياً للعدو أما آن الأوان لوقفة وتمعن وتبصر كيف نخدم المخطط الإجرامي بالذهاب إلى ملعب العدو بالذات! نعم ما زالت قوى الممانعة متوهمة بإمكانية فرض توازن في الردع، رغم إنكشاف المستوى المتواضع للتسليح الإيراني، وثبوت حقيقة أن “العدو الغاشم” الأميركي والصهيوني، نجح في تضخيم أوهام المستوى التسليحي النوعي لإيران ومحورها، كي يكون بين يديه ذرائع الفتك بالفلسطينيين واللبنانيين وتقديم نفسه من موقع المدافع عن الوجود ليس إلاّ! وبهذا السياق ينبغي التنبه إلى مخاطر ما كشف عنه نتنياهو من أن العدو لديه الخطط المفصلة والمهمة وحتى المفاجئة في جنوب لبنان، وأن الهدف فرض الأمن قبل أيلول موعد فتح المدارس!
2- يكاد البيان الصادر عن بعثة صندوق النقد الدولي يمر مرور الكرام مع ضجيج الناهبين بأنهم يرفضون خطط الصندوق حرصاً على قدسية الودائع! ببساطة قالت بعثة الصندوق أن الإجراءات المتخذة( طبعاً نادرة) غير كافية، وأن قانون السرية المصرفية الذي عدل مرتين ينبغي تعديله ويستحيل خداع المجتمع الدولي، وأن إعادة هيكلة القطاع المصرفي ممر إجباري كي يتنفس البلد، وأن إستخدام الأصول العامة لتغطية الإنهيار( بعضه) سيعيق عملية إعادة النهوض. وبينت النقاشات أن مبلغ 100 ألف دولار لم يعد مضموناً من البنوك إعادته للمودع، وأن النقاشات مع بري وميقاتي ووزراء ونواب وبنكرجية إنتهت إلى نتيجة صفرية، سعى البعض لتغطيتها بالزعم أن مطلب صندوق النقد شطب الودائع وأن التحالف المافيوزي رفع الصوت متحثاً، طبعاً خارج الإجتماعات مع البعثة الدولية عن قدسية الودائع، وهو الجهة التي تآمرت 4 سنوات ونفذت نهجاً مدروساً لتذويب الودائع وماضية في نفس النهج حماية لمصالح أخطر تحالف ميليشياوي سياسي بنكرجي مدمر، وكانت البداية إسقاطهم عمداً مشاريع الإصلاح ولا سيما خطة لازارد!
ألا تذكرون أن البنكرجي إيلي الفرزلي النائب السابق كان قد أطل عام 2020 من على شاشة التلفزيون متفاخراً بأنه من حزب المصارف، ليشن حملة مقذعة ضد خطة لازارد؟
نعم الكارثة لها أب وأم، هم من سرق الأموال عمداً وليس صندوق النقد، وهم من يكذبون على الناس ويطلقون الوعود العرقوبية وليس صندوق النقد. والمشكلة تكمن كذلك في برلمان يتحرك “غب الطلب”، لم يتحمل في أي يوم مسؤولية إجراء تحقيق حقيقي في المنهبة المنظمة عن سابق قرار وتصميم، وأن الشراكة السياسية البنكرجية الميليشياوية دمرت البلد، وذهب أركانها بعيداً في تغطية إختطاف الدولة وفتح الحرب ودفع السلطة إلى التحلل والإندثار وتسيب الأمن.. وليس صندوق النقد!
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.