الديمقراطية عنوان كان الابرز في حملات الانتخابات لجولة الاعادة التي ستجرى في تركيا.
وفي تمام الساعة الثامنة صباحاً، إنطلقت الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التركية بعدما فتحت مراكز الاقتراع أبوابها.
وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات في الجولة الاولى في 14 ايار الجاري، قد بلغت 88,9 في المئة داخل تركيا و49,4 في المئة في الخارج.
يحق لأكثر من 60 مليون ناخب التصويت في 191 ألف مركز اقتراع، وقد انتهى التصويت في الخارج يوم الخميس الماضي بمشاركة نحو مليون و900 ألف ناخب من بين 3,4 ملايين شخص يحق لهم التصويت بنسبة بلغت 55,6.
تجري الانتخابات وسط أجواء من الاستقطاب الحاد، بعد أن قفز ملف ترحيل اللاجئين السوريين والمهاجرين من جنسيات أخرى إلى قمة أجندة الانتخابات، وبعدما غير مرشح المعارضة كليتشدار اوغلو لهجته قبل جولة الإعادة بسبب فشله من الفوز بالجولة الأولى بعكس ما كان متوقعاً، من أجل كسب أصوات القوميين، والمترددين من الأكراد الذين اصابتهم حالة من القلق بسبب خطابه القومي.
والملف الكردي سيكون احد اصعب الملفات على طاولة مرشح المعارضة في حال فوزه ولقد جرى التراشق بالاتهامات بالتعامل مع حزب العمال الكردستاني المصنف ارهابياً في تركيا مما منع مرشح المعارضة من الاقتراب من الفوز، ومن الملفت ان الحزب فقد الكثير من وهجه حتى في الوسط الكردي بعد اعتقال زعيمه عبدالله اوجلان وفشل الحزب بانتاج زعيم جديد، وقناعة الكثير من كرد تركيا ان الحزب فشل بايصالهم الى بر الامان والاعتراف بهم سياسياً.
تذهب تركيا نحو انتخابات الاعادة والعين على نتائجها ومرشحيها، سواء في الداخل او الاقليم او الخارج اي الغرب، حيث وجه الرئيس رجب طيب اردوغان رسالة اخيرة للشعب بعدما كان زار قبر رئيس الوزراء الراحل “عدنان مندريس”، لحفزهم على التصويت وهو الطامح لحكم تركيا خمس سنوات اخرى قال فيها: «لقد ترنحت الديمقراطية التركية بسبب الجرح الذي أصابها في 27 مايو 1960 (الانقلاب العسكري على حكومة مندريس وإعدامه ورفاقه). والآن، بعد 63 عاماً، نتطلع إلى إعلان الأخبار السارة بأن فترة الانقلابات قد انتهت في صندوق الاقتراع الذي سنذهب إليه».
أضاف إردوغان: «أمتنا تعرف جيداً قيمة ديمقراطيتها التي يكمن وراءها الكثير من النضالات والآلام والتضحيات. إن معدلات المشاركة في الانتخابات هي تعبير عن حماية أمتنا لاستقلالها ومستقبلها من خلال الديمقراطية. لقد أثبتت تركيا اختلافها من خلال إجراء الانتخابات بطريقة شفافة وعادلة وكذلك مستوى المشاركة الذي لا مثيل له في العالم».
بالمقابل دعا مرشح المعارضة كليتشدار اوغلو عشية جولة الاعادة الامة الى التصويت ودعا «كل من يحب وطنه» بالتوجه إلى صناديق الاقتراع، معتبراً أن التصويت في جولة الإعادة هو استفتاء على الديمقراطية مقابل الاستبداد.
وانضم للتصويت في هذه الانتخابات في الداخل والخارج نحو 6 ملايين شاب للمرة الأولى، ولقد حظي الشباب باهتمام خاص من جانب المرشحين، وكذلك النساء. وقدمت لهم العديد من الوعود ومنها عرض الدوري التركي لكرة القدم عبر التلفاز الوطني ليحضره الشباب مجاناً وليس عبر القنوات المشفرة المدفوعة.
وفرض المجلس الأعلى للانتخابات حظراً على الأخبار والتنبؤات والتعليقات بداية من الساعة السادسة مساء السبت (13:00 بتوقيت غرينتش)، وحتى التاسعة من مساء الأحد (18:00 بتوقيت غرينتش)، لكن في المعتاد يسمح المجلس لوسائل الإعلام بنشر نتائج عمليات الفرز أولاً بأول.