![هل خطط الجندي المصري للعملية الأمنية؟](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2023/06/Unknown.jpeg)
هل خطط الجندي المصري للعملية الأمنية؟ سؤال تم تداوله في الساعات الماضية، ولكن بعد ساعات من الترقب، والمعلومات المتضاربة التي صدرت عن مؤسسات ووسائل إعلام إسرائيلية، أعلنت مصر أن «مجنداً من قوات تأمين الحدود الدولية مع إسرائيل اخترق حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران خلال مطاردة عناصر تهريب المخدرات، ما أدى إلى وفاة 3 أفراد من عناصر التأمين الإسرائيلية وإصابة اثنين آخرين، بالإضافة إلى وفاة المجند المصري أثناء تبادل إطلاق النيران». فيما وجه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رسالة لوزراء حكومته قال فيها إن الحادثة «استثنائية»، ولا تمثل حقيقة التعاون الأمني والعمل المشترك مع مصر، مؤكداً أنها لن تؤثر مستقبلاً على التعاون مع مصر.
الإعلان المصري جاء في بيان مقتضب أصدره بعد ظهر السبت، المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة المصرية، العقيد غريب عبد الحافظ، عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال المتحدث إنه «يجري اتخاذ كافة إجراءات البحث والتفتيش والتأمين للمنطقة، وكذلك اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة»، معرباً عن خالص تعازيه لأسر المتوفين والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.
علّق الإعلام الاسرائيلي على عملية إطلاق النار عند الحدود المصرية مع فلسطين معتبرًا أنّها نجحت “عملياً في التسبب بنتائج قاسية”، وأنّها “كانت مخطَّطة، ولم تُقرَّر في لحظةٍ واحدة”.
وعلّق مسؤولون في الجيش الاسرائيلي على الحادثة بالقول إنّ “مفهوم “الدفاع” للجيش “الإسرائيلي” انهار”، مشيرين إلى أنّ “الجندي المصري كان باستطاعته العودة الى الأراضي المصرية، لكنه انتظر في “إسرائيل” ساعات لتنفيذ عمليات أخرى ضد “الجيش الإسرائيلي”.
وذكرت وسائل إعلام اسرائيلية أنّ “الشرطي المصري (منفّذ العملية) عبَرَ السياج وانتظر، وعندما لاحظ أنّ لديه القدرة على إلحاق الأذى بجندي وجنديّة متواجديْن في نقطة عسكرية، نفّذ إطلاق النار”.
وأوضح مراسل “القناة الـ13″، ألموغ بوكير”، أنّه “لا توجد صلة مباشرة بين عملية إحباط تهريب المخدِّرات والحادثة نفسها، وإنّما تم استغلال الوضع، وقام الشرطي بذلك تحت ذريعة مكافحة عملية تهريب المخدرات”.
وتابع أنّه “من الواضح أنّ العملية كانت مخطَّطة، وأنّ الأمر لم يُقرَّر في لحظةٍ واحدة”، مضيفاً أنّ الشرطي المصري “نجح عملياً في التسبب بهذه النتائج القاسية”.
كذلك، قال معلق الشؤون العربية في “القناة الـ13” الصهيونية حيزي سيمانتوف، إنّ “الجندي المصري كان يعرف ما الذي يفعله، ولم يعبر الحدود عبثًا”، مشيرًا إلى أنّه “يتم التحقيق في ما إذا كان يوجد شركاء آخرون معه”.
وأضاف أنّ “الجندي المصري نفسه كان مسؤولًا عن حماية الحدود، وهو موجود هناك منذ فترة طويلة، ويعرف جيّدًا الوضع على الأرض، ويدرك ما الذي يفعله”.
من جهته، قال مراسل “القناة 12” العبرية إنّ “عملية الجندي المصري على الحدود الذي تسلل وفاجأ الجنود دون أن يكتشفه أحد اظهرت انه هناك اخفاقات امنية وطرحت اسئلة جدية”.
وأضاف ” نجح الجندي المصري في عبور الحدود من دون أن يلاحظه أحد من عناصر المراقبة المنتشرين هناك، واقترب وفاجأ مقاتلي “الجيش الإسرائيلي” الذين يقومون بنوبات حراسة طويلة على مدى 12 ساعة”.
وتساءل “هل القوة التي قُتِل جنودها أنذرت؟ وهل أبلغت عن حركة مشبوهة؟”، مضيفًا “لماذا لم يتم التعامل مع هذا الإنذار؟”.
وتابع أنّه “بعد مرور ساعة علموا في الجيش أنّه تم تنفيذ عملية إطلاق نار، وأن هناك مصابين نتيجة ذلك”.
وفي السياق، قال المحلل العسكري، نوعام أمير، إنّ “كمية الأسئلة الصعبة التي تثيرها النتيجة السيئة لما حدث عند الحدود مع مصر، تفوق التصوّر”.
من جانبه، أعلن “وزير الأمن” في حكومة اسرائيل، يوآف غالانت، أنّ “الحادث عند حدود مصر انتهى بنتائج وخيمة”، مشيرًا إلى أنّه أجرى تقييمًا للوضع مع رئيس الأركان، وحقّقا في ملابساته.
وكان الجيش الاسرائيلي، قد أعلن اليوم السبت (3/6/2023)، عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة عدد آخر بجراح في عملية اطلاق نار وقعت على الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة.
وأكد المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أنّ “حدثًا أمنيًا” قد وقع عند معبر “نيتسانا” الذي يبعد أربعين كيلومترًا عن معبر كرم أبو سالم ويربط الأراضي الفلسطينية المحتلة بمصر.
والجدير بالذكر، أنّ المعبر المذكور كان يُعتبر منطقة آمنة، وقد أنفقت اسرائيل مبالغ كبيرة من أجل تأمينه، الأمر الذي شكّل صدمة كبيرة فور وقوع الحادث، مما استدعى إعادة النظر بكافة الإجراءات الأمنية المتخذة.