كتب ابراهيم بيرم: حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين تقف امام الاضواء مجدداً وهي مضطرة الى ان تجيب عن فيض من التساؤلات وترد على كيل من الشبهات خصوصاً وانها اثبتت حضوراً اخيراً ابان واجهت وحدها هجمة اسرائيلية شرسة قبل اسابيع قليلة.
وثمة من تكهن اثر ذلك بانها قد تلقت ضربة كبيرة في اعقاب خسارتها اربعة من كبار قادتها العسكريين في غزة الى كوادر اساسية كانت تعدها في الضفة الغربية ليوم موعود.
وعليه بدت الحركة لوحدها مضطرة ان تواجه حملة عسكرية شرسة فرضتها عليها اسرائيل، خصوصاً وان حركة حماس شريكتها في الجغرافيا والقضية والشعار، لم تسارع الى دعمها واسنادها انفاذاً لشعار وحدة الساحات والفصائل.
واللافت ايضاً ان الاعلام الاسرائيلي لم يخف ان ثمة قراراً اتخذته القيادة الاستراتيجية في تل ابيب يرمي الى توجيه ضربة قاصمة لحركة “الجهاد” التي تشكل بنظرها كما هو معلوم امتداداً مباشراً لمحور المقاومة في الاقليم وكون هذه الحركة نجحت في الفترة الماضية وبدعم من المحور اياه ان تثبت حضورا عسكرياً رفيعاً وان تبرهن عملياً عن قدرات قتالية يؤهلها ان تكون بديلاً لحركة “حماس” الاخوانية المنشأ اذا ما قررت الاخيرة ان تنسحب من ميدان المواجهة.
وعليه سرت في الاونة الاخيرة معلومات تفيد ان ” الجهاد ” التي تلعق جراحاتها العسكرية التي منيت بها في الحرب الاخيرة على غزة وقطاعها، وانها قد بدأت رحلة التقاط الانفاس واستيعاب الخسائر التي اصابتها، اذ سارع وفد قيادي منها الى القاهرة ليجتمع ووفد من حركة “حماس” بالقيادة العسكرية والامنية المصرية التي قيل انها مكلفة بنقل عرض اسرائيلي الى الحركتين معا عنوانه العريض: القبول والالتزام باتفاق هدنة عسكرية طويلة الامد في الضفة والقطاع يكون اختباراً او معبراً لاكثر من هدنة.
واللافت ان مثل هذا الكلام يجد من يروج له وينسج على منواله ليتحدث عن “طي قريب لصفحة البندقية المقاومة”.
وقد ابلغ القيادي في الحركة ومسؤولها الاعلامي في لبنان السيد هيثم ابو الغزلان الى موقع ” اخباركم اخبارنا ” ان الحركة حرصت خلال الايام الماضية على اطلاق حملة ردود منسقة على لسان عدد من قيادييها بغية دحض هذه “الاشاعات والمناخات المغرضة ذات الطبيعة الانهزامية انطلاقا من يقينها ب ” مخاطر ” سريان مثل هذه المناخات الكاذبة في صفوف شعبنا المكافح بصلابة والمتأهب دوما لمواجهة وحشية الاحتلال خصوصا وانه لم يمض وقت طويل على ايام المنازلة التي واجه فيه شعبنا ومقاومينا الابطال في غزة الهجمة الاسرائيلية العاتية واحبطوا اهدافها القريبة والبعيدة واضافوا نصراً جديداً الى رصيد شعبنا من الانتصارات المشهودة.
اضاف ابو الغزلان نحن نعتقد بأن هذه المناخات الانهزامية التي يعمل الاعداء الصهاينة على بثها والترويج لها على نحو مكثف انما يراد منها التاثير سلباً على معنويات شعبنا ومقاومتنا العالية.
واعرب ابو الغزلان عن اسفه لاننا نستشعر ان بعض الجهات المصرية هي من تساهم بشكل او بآخر في بث مثل هذه الاضاليل وترويج مثل هذه المناخات.
واكد ان احداً لم يطرح معنا ومع الاخوة في فصائل المقاومة الاخرى عرض الهدنة الطويلة رسميا وجديا ونحن نعلم بهذا الامر من خلال بعض الاعلام ليس الا.
واستطرد لا بد هنا ان نوضح بأن اخواننا في حركة ” حماس ” قد ابلغوا الينا بان احداً لم يفاتحهم بالامر، وقد اكدت الحركة على لسان نائب رئيس مكتبها السياسي الشيخ صالح العاروري في مقابلة متلفزة ان احدا لم يفاتحها بهذا العرض والجميع يعلم انها لن تقبل به اطلاقاً وترفض حتى مجرد البحث حوله وهو راينا وتوجهنا ايضا اذ لم نزل عند مبدئنا الاساس ان لا بديل عن المقاومة مع عدو بهذه الغطرسة والوحشية وانكار الحقوق.
والواضح ان حركة الجهاد كانت مضطرة في الاونة الاخيرة الى اثبات انها لا تزال في محور المقاومة، وانها ليست في وارد الانفصال عنه فسارع امينها العام زياد نخالة الى زيارة طهران ملتقياً قيادات رفيعة وفي صدارتها المرشد العام للجمهورية الاسلامية السيد علي خامنئي ، فيما كان زعيم حركة “انصار الله ” (الحوثيون ) في اليمن عبد الملك الحوثي يستقبل علانية ممثل الحرمكة في اليمن ويعلن تضامنه المطلق مع الشعب الفلسطيني وقضيته.