كتب زياد ا. يممين: بعد فشل المرحلة الاولى من هجوم اوكرانيا المضاد الذي رأى فيه العالم كله تدمير دبابات Leopard 2 الألمانية و مدرعات Bradley الأميركية، سعى الأوكران لتدمير جسر تشونغارسكي السريع الذي يربط القرم بمقاطعة خرسون، في محاولة لقطع خط الإمداد الروسي عن محور الجبهة الرئيسي بين خرسون و زابوريتسزيا، املا في احداث فجوة ينفذون منها إلى مليتوبل، لكن هذا الامر لم يفلح بسبب دفاع الجو الروسي وتكتيكاته الإلكترونية المعقدة من تشويش راداري و شراك خداعية… ويبدو الان أنهم سيعيدون الكرة باستخدام صواريخ ATACAMS التي تعجل واشنطن في تسليمها لهم والتي من المرجح فشلها أيضاً لأن الروس أسقطوا سابقا صواريخ HIMARS الأعلى منها سرعة، عدا عن إقامتهم لجسور بديلة عائمة. أما الأسلحة و الذخائر الجديدة التي ستصلهم ، فلن تنجح بتعطيل التصدي و الرد الروسيين المنتشر على طول خط “سوروفيكن الدفاعي” ، تحضيرا للمرحلة الثانية والأكبر من الهجوم الأوكراني المضاد، فهذا كله سيكون اذا إهداراً و تبذيراً لاخر طلقة- – فرصة” يبني عليها نظام كييف لاستعادة بعض من الأراضي التي خسرها كي تحفظ له ماء الوجه أمام شعبه و داعميه الغربيين. و بما أن خيار التفاوض ممنوع عليه من قبل القابضين الفعليين على عهده حاليا (القوميون الراديكاليون)، فسيصبح حينها خيار الهروب إلى الأمام هو المرجح بواسطة افتعال سيناريو تخريبي ضخم، وبامكانية إطلاق أسلحة بيولوجية -جرثومية (استخدمت من قبل على نطاق ضيق) أو قنابل نووية مشعة ” قذرة “، خصوصاً على محطة زابوريتسزيا النووية لإلصاق التهمة بالروس بتسهيل من الاستخبارات الغربية. و هذا السيناريو هو الأقرب للتحقق حاليا، لكنه سيواجه ربما بآخر أكثر منطقية منه مندون ان يكون اقل خطورة في سوسيولوجيا النزاعات، بلجوء روسيا الى قصف قيادة الأركان الأوكرانية العامة (أرسلت إشارات بذلك) ومقار استخباراتها كخطوة اولى، وهو احتمال يتضاعف مع مرور الزمن القيام بضرب مقر الرئيس زلنسكي نفسه. أما ميدانياً وبعد تمرد مجموعة فاغنر، فالجيش الروسي أصبح قاب قوسين أو أدنى من شن اول هجوم جدي له منذ بدء الحرب باتجاه خاركف والعمق الشرقي، لإقامة مناطق امنية عازلة ضد اي عمليات ارهابية قد تتعرض لها المقاطعات الروسية المحاذية لاوكرانيا .
