
كتب مسعود محمد : وكأن التلميذ تفوق على استاذه، ففي اللحظة التي يتهم (ا ل ح ز ب) وسيلة إعلامية لبنانية راقية مثل الـ mtv بالخبث ويسعى الى كتم صوتها، تبين ان ولي الفقيه الذي يتبعه الحزب في طهران لديه تاريخ طويل من اعتقال الصحافيين والنشطاء بسبب تصاعد التوترات السياسية والاجتماعية ورفض ايران حرية الرأي وبحثها تماماً كما يفعل الحزب عن اعلام على قياسها.
وتجدر الإشارة إلى أن إيران تُعد واحدة من الدول التي تشهد تقييدًا شديدًا على حرية التعبير وحرية الصحافة، حيث يتم مراقبة وقمع النشاطات الصحفية بشكل دوري.
ويُذكر أن العديد من الصحافيين والنشطاء قد تم اعتقالهم في السنوات الأخيرة.
وتشمل قائمة الصحافيين الذين تم اعتقالهم في إيران ما يلي:
1. روح الله زم: كان صحفيًا إيرانيًا بارزًا وعمل في العديد من وسائل الإعلام المستقلة. تم اعتقاله في 2019 بتهمة “المشاركة في نشاطات ضد النظام” وأدين بالسجن لعدة سنوات وتم اعدامه.
2. ماسومه اميني: كانت تعمل كمراسلة للعديد من وسائل الإعلام الإيرانية المستقلة. تم اعتقالها في 2019 وتم اتهامها بنقل أخبار كاذبة والمشاركة في أنشطة ضد النظام. تم حكم بالسجن عليها أيضًا.
3. زهرة مظفري: صحفية وناشطة إيرانية تعمل على تغطية قضايا حقوق الإنسان. تم اعتقالها مرات عدة بسبب نشاطها الصحفي والاجتماعي. واجهت تهمًا مثل “الدعاية ضد النظام” و”إثارة الفتنة” و”تهديد أمن الدولة”.
4. نازنين زاغري: صحفية ألمانية-إيرانية عملت لحساب عدة وسائل إعلام دولية. تم اعتقالها في 2019 بتهمة التجسس والتعاون مع دولة أجنبية ضد إيران. تم الحكم عليها بالسجن لعدة سنوات.
هذه أمثلة قليلة من الصحافيين والنشطاء الذين تم اعتقالهم في إيران. من المهم الإشارة إلى أن حالات الاعتقال والاضطهاد في إيران تظهر بانتظام وقد تكون مرتبطة بتصاعد الأحداث السياسية والاجتماعية في البلاد.
إعادة اعتقال نازيلا معروفيان
التذكير بالاحداث السابقة يأتي باطار إعادة توقيف الصحافية الإيرانية نازيلا معروفيان، بعد 48 ساعة من اطلاق سراحها حسب منظمة حقوقية غير حكومية مقرها الولايات المتحدة.
وكان تم اعتقالها بسبب إجراء مقابلة مع والد مهسا أميني، الأمر الذي أثار احتجاجات واسعة في إيران بعد وفاتها. وفي المقابلة، اتهم والد مهسا أميني السلطات بالكذب حول ظروف وفاتها، وذلك بعد اعتقالها بتهمة سوء الحجاب. نازيلا معروفيان صحافية مقيمة في طهران وتتحدر مثل أميني من مدينة سقز في محافظة كردستان.
وكانت معروفيان، التي تعمل في موقع “رويداد24” الإخباري، قد نشرت مقابلة مع أمجد والد أميني على موقع “مستقل أونلاين” في 19 أكتوبر 2022. وعنوان المقابلة مع أمجد هو “والد مهسا أميني: إنهم يكذبون!”.
وأزال موقع “مستقل أونلاين” في وقت لاحق المقابلة التي نفى أمجد فيها أن ابنته كانت تعاني من أي أمراض.

وكانت نازيلا معروفيان خرجت من سجن “إيفين” في طهران، وهو السجن السيء الصيت الذي تحتجز فيه النساء، ومؤخراً اتفقت سلطات السجن مع مؤسسة آسيا سل التي تعمل في مجال الهواتف النقالة بقطع ارسال كل هواتف النساء الموجودات في السجن بهدف عزلهن.
وكانت نازيلا معروفيان قامت بنشر صورة لها بدون حجاب على منصات التواصل الاجتماعي كتحدي للقوانين الصارمة للباس النسائي في إيران.

بعد يومين من الإفراج عنها، أعيد توقيف نازيلا معروفيان وتم نقلها إلى سجن “قرشك”، المعروف بظروفه السيئة، والذي يتهم بانتهاك حقوق الإنسان. هذه المعلومات تم تأكيدها من مصدر مقرب من عائلتها.
ويُذكر أن السلطات الإيرانية أعلنت أن مهسا أميني توفيت نتيجة مشكلة صحية، فيما أكدت عائلتها ونشطاء حقوق الإنسان أنها تعرّضت للضرب أثناء التوقيف. وتقول عائلة أميني إنها تعرضت لضربة قاتلة أثناء توقيفها لدى “شرطة الأخلاق”. وتشكك السلطات الإيرانية في ذلك، لكن الغضب من وفاتها أشعل موجة الاحتجاج.
نازيلا معروفيان تعمل كصحافية في طهران، وسبق أن تم اعتقالها في السابق وحُكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات مع وقف التنفيذ لمدة خمس سنوات أخرى، بعد إدانتها بتهمة “الدعاية ضد النظام ونشر أخبار كاذبة”. وكانت قد أُفرج عنها في يوليو، لكن تم توقيفها مجددًا. وحاليًا تخضع لمحاكمة بتهمة “انتهاك الأمن القومي”.