كتب مسعود محمد: حالة من القلق تسيطر على الساحل السوري اسوة بالسويداء ولكن دون ان يتطور الحراك بشكل كبير بسبب شدة قبضة النظام. فلقد تدهورت عاماً بعد عامٍ ظروف حياة غالبية السوريّين، وكلّ شهرٍ كان يأتي بمزيدٍ من التدهور لحدٍّ أصبح لا يُطاق للنسبة العُظمى. لم تَعُدْ تُجدي اِدعاءات نظام بأنّ صعوبة حياتهم تُسبّبها العقوبات الأمريكيّة والغربيّة وحدها، أو بحجة مواقف النظام ” الممانع.”
هذه الادعاءات لم تعُدْ تُقنع حتى من بقي من المُواليين المُغيّبين، الذين يتغيّر اِصطفافهم يوماً تلو الآخر من أيام القهر.
فالناس ترى وتُشاهدُ، أنّها في حين تُعاني يومياً الأمرّين لتوفير أدنى مُقوّمات الحياة، تزداد في المقابل أعداد السيارات الأكثر حداثة وفخامة في شوارع مُدنهم. فأين منها العقوبات؟ وتُشاهد ترفاً فاجراً لأمراء الحرب وطبقة النّظام وحاشيته تتباهى بثرواتها وغِناها، والناس تتضوّر جوعاً وقهراً.
ما كان يُمكن أن يستمرّ صمت الناس طويلاً على نظام يُمعِن في تجويعِ الناس وقهرها لصالح طبقة حاكمة مستهترة تدفع بأبنائهم إلى مَقتلة مستمرّة في خدمة نظام متمسّك بمقالِيدِ الحُكم إلى آخر قطرة من دماء الجماهير الشعبيّة.
شهد شهر آب /أغسطس الفائت نقلة إضافيّة في سياسة نهب النظام للشعب أدّت الى تزايد نقمة الجماهير على النظام إلى حدِّ الاِنفجار. حيث قام النظام برفع أسعارِ المحروقات إلى 200 بالمئة في منتصف الشهر المذكور، وما رافقه من اِرتفاعٍ فلكيٍّ في الأسعار وتدهور مريعٍ لسعرِ صرفِ الليرةِ فتحوّلت المعاشات والأجور إلى فُتات لا تكفي أياماً معدودةً.
فاندلعت أشكال مُتعدّدة للاحتجاج في عموم مناطق سيطرة النظام: إن كان بالدعوة إلى الإضراب والعِصيان المدني، وهو ما نجح جزئيّاً في بعض المناطق، أو بالقِصاصات والجداريّات والمُظاهرات، واستمرت بشكلها الأوسع ومستمرّة إلى يومنا هذا في السويداء. هذا التفاوت، المتوقّع، في أشكال الاحتجاجات هو نتيجة طبيعيّة لتفاوت عُنف النظام تجاه الاحتجاجات. علم موقعنا اخباركم عبر التواصل المباشر مع الداخل السوري في الساحل ان ردّ النظام على مجرّد توزيع قصاصات ورقيّة في بلدات الساحل السوري كانت عنيفة جداً، من تشديد أمنيّ ترهيبيّ واسعٍ واعتقال عددٍ من الأشخاص بعضهم اقتصر احتجاجه على التعبير عن غضبه فقط على وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا وظهرت بدون مقدمات مجموعة من الأصوات العلوية في الساحل السوري المحسوب على النظام مهاجمة بشار الأسد ونظامه.
ظهور هذه الأصوات ليس صدفة فدوائر القرار العميقة داخل الطائفة العلوية أصبحوا على قناعة ان النظام لم يعد قادر على حمايتهم وهم يشعرون ان سوريا تتجه نحو فدرلة مقنعة غير معلنة لذلك يسعون لحفظ حصتهم مقابل تخليهم عن بشار الأسد.