طمأن رئيس “حركة التغيير” ايلي محفوض، الى انه “بعكس كل التوقعات والتقارير والتخويف الجاري في لبنان خلال الساعات الماضية والرحلات الجوية الحاصلة للرعايا من مطار بيروت المغادرين خوفا من حدث أمني كبير، فإنني متفائل بأنه من خلال المعطيات والاتصالات بأن لا حرب ستتطال لبنان”.
وكشف محفوض في حديث الى موقع “اخباركم اخبارنا”، انه سمع من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “تطمينات منه وحرص رئيس مجلس النواب نبيه بري على عدم توتير الاجواء وعدم الذهاب نحو تفجير الاوضاع في لبنان”.
واشار محفوض الذي الزيارة الاخيرة لوزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان الى بيروت، الذي تحدث بعدة لغات “بحسب كل مقر زاره، وبحسب المرجعية التي يتبع لها هذا المقر”، مضيفا اننا لمسنا من تصاريحه بأن الامور “لن تتفلت من عقالها في لبنان، أقله في المدى المنظور”.
وأكد ان سبب شعوره بالطمأنينة يعود الى ان “من كان سيقدم على أي خطوة كان فعلها في الساعات الأولى، لأن ما حصل قد حصل خلال ال48 ساعة الاولى، اي ما يعرف في العلم العسكري بعنصر المفاجأة والمباغتة، في حين ان ظروف هذا العنصر لم تعد متوفرة اليوم”.
وقال، “في حال اراد حزب الله زج لبنان في حرب لا طاقة ولا علاقة له بها، فإنه في هذه الحال لن يقدم سوى تدمير ما تبقى من هذا البلد”.
ورأى محفوض ان الازمة حاليا ستكون “في داخل البيت الشيعي، لان ما انجز على مستوى المكتسبات للثنائي بري – نصرالله قد يطاح به من خلال حرب عبثية قد تدمر كل شيء”، لافتا الى انه في العام 2006 “كان لدينا مصارف وادارة قائمة للدولة وكانت حليفتهم سوريا دولة واحدة موحدة قائمة بقوتها، وكان هناك ايران الذي كانت تؤمن السلاح والعتاد والمال، وكان لدينا مستشفيات ودواء. اما اليوم كل تلك العناصر اليوم معدومة الوجود، وبالتالي مقومات كل معركة سيخوضها حزب الله ستكون بالمعنى المدمر لما تبقى من الجمهورية، اللهم الا اذا كان الحزب ينفذ تعليمات واضحة بإسقاط الهيكل على رؤوس جميع اللبنانيين”.
وردا على سؤال عن هيبة محور الممانعة و(ا ل ح ز ب) في حال لم يتدخلا لنصرة غزة وما هو داعي بقاء سلاحه في لبنان، قال محفوض، “حرب غزة اظهرت عدم وجود مصلحة مشتركة بين الساحات الموحدة الذي لطالما تحدث عنها هذا المحور، بل ساحات لتصفية المصالح ولكسبها. تلك الساحات التي تغنى بها الايرانيون والميليشيات الشيعية تبين انه عندما تقع الواقعة، كل يريد لملمة مصالحه ومن بعده الطوفان”.
ووصف الشعار “الخشبي” الذي أطلقه (ا ل ح ز ب) جيش وشعب ومقاومة بأنه “خنفشاري، لانه تبين ان الشعب لا يريد الحرب وبالتالي فإن الحزب لم يعد الى مشيئة هذا الشعب. اما الجيش فهو يقوم بلملمة الاوجاع وتضميد الجراح التي يتسبب بها الحزب، الذي لا يعود الى الجيش بجميع قراراته. اما في موضوع المقاومة، فهي تحولت بعد زوال الاحتلال الاسرائيلي في العام 2000 الى ميليشيا ومرتزقة تصدر المسلحين والمتفجرات الى خارج الحدود اللبنانية”، مشددا على “سقوط مفهوم هذه المقاومة ومبرر وجودها، فهي اصبحت عبئا على اللبنانيين، ومصير سلاحها وصواريخها انها ستصاب بالصدأ في المخازن، وسيتحول عبئا على البيئة الشيعية قبل غيره”.
واشار الى انه اذا دمرت املاك ومنازل اهل الجنوب، فإن الحزب لن يكون قادرا على اعادة اعمارها او تعويض المتضررين هناك.
وعن نظرته لما ستحمله الايام المقبلة في قطاع غزة، أكد محفوض ان الحرب هناك “لن تنتهي قريبا، لان حربا بهذا الحجم وبهذه السيناريوهات التي دخل اليها الغرب واميركا بقوة، لا تؤشر ابدا بقرب موعد خواتيم في القريب العاجل وستطول”، مبديا خشيته من ان تتحول الى “حرب باردة وعملية استنزاف وعض اصابع”.
في المقابل اعتبر انه بنهاية المطاف “ستكون هناك تسوية لن تعني غزة فقط، والتوقيت هو في يد التفاوض الاميركي الايراني وتاليا السعودي للنظر في مآل تلك الامور”.
وختم: من المؤكد ان هناك تسوية معينة، ومن غير الصحيح انه لن يكون هناك غالب ولا مغلوب، من المؤكد هناك مغلوب والتوقعات انه صدر قرار باجتثاث الاذرع الشيعية في المنطقة لانها تعيث فسادا، بما فيها ملف اللاجئين والنزوح السوري في المنطقة.