![العماد جوزف عون](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2023/06/237559Image1-1180x677_d-800x500.jpg)
كتبت ناديا شريم: مع إنشغال الأطراف السياسية المحلية والدولية في الجنوب، وترقب ما قد يحصل من تطورات على ساحته تزامناً مع ما يجري وسيجري في غزة، تبقى بعض العيون مفتوحة على الساحة الداخلية حيث التطورات التي تنتظرها لا تقل أهمية عما قد يجري فيه، خصوصاً وأن الهمّ الأمني بات يشغل الجميع في الداخل والخارج.
وفي مقدمة هذه التطورات موضوع قيادة الجيش حيث تنتهي ولاية القائد جوزف عون في العاشر من كانون الثاني 2024، فصحيح أن بعض المعلومات تحدثت عن “أن السبب الاساسي لجولة رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل على القيادات السياسية كان هذا الموضوع، لكنه غلفه بموضوع الحفاظ على وحدة الصف في هذه الظروف الصعبة، لكن الصحيح أيضاً أن باسيل – وبحنكته المعروفة – نجح والى حد بعيد في كشف الموقف الحقيقي للقيادات السياسية من التمديد لقائد الجيش، بل ونجح أكثر في الحصول على موقف معلن من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية برفض هذا التمديد ولو تحت عنوان المصلحة المشتركة.
وهنا تقول المعلومات، أن اتصالات مكثفة بعيدة عن الأضواء تجري حول موضوع قائد الجيش، خصوصاً وأن كل الوقائع تشير إلى أن المنطقة دخلت في حروب إستنزاف طويلة من البوابة الغزّاوية، وأن المطلوب داخلياً وخارجياً المزيد من الإمساك بالوضع الأمني اللبناني وعدم تفلته، وهذا ما يترجم عملياً بحل مشكلة قيادة الجيش حتى ولو بقي الفراغ الرئاسي الذي يبدو أنه مستمر حتى إشعار آخر.
وفي المعلومات أيضاً أن الثنائي الشيعي حسم أمره بالتمديد للقائد الذي وصلته إشارات مباشرة وغير مباشرة منه، خصوصاً وانه المعني الأول بالحفاظ على أمن الساحة الداخلية والمتضرر الأكبر من انفلاتها في هذه الظروف الدقيقة. اما بالنسبة إلى الرئيس ميقاتي فهو مع التمديد أيضاً، إضافة إلى النائب السابق وليد جنبلاط المعروف بمواقفه الحريصة والحكيمة في كل المراحل الصعبة والمصيرية. ويبقى الموقف المسيحي “المخبوط” كالعادة عند كل استحقاق، خصوصاً اذا كان هذا الاستحقاق يتعلق بتعيين شخصية مسيحية .
لكن ماذا بعد؟
بداية، يجب أن نتوقف عند الجولة الأخيرة لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل لنسأل لماذا استثنى باسيل من جولته معراب والصيفي مع أنه زار بنشعي رغم أن الأمور لم تكن على ما يرام في الفترات الأخيرة، وإذا كان هدف الزيارة هو تحقيق المزيد من وحدة اللبنانيين لمواجهة التطورات الخطيرة وما قد يحصل في المستقبل، فهل أن هذه القاعدة لا تنطبق على سمير جعجع وسامي الجميل؟
حسب المعلومات الواردة من أكثر من مصدر، فإن الاستثناء جاء بعد معلومات مؤكدة وصلت إلى باسيل من أكثر من مصدر تشير إلى أن حواراً بعيداً عن الأضواء يجري بين القوات والكتائب ويهدف إلى التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، وأن هذا الحوار قطع شوطاً كبيراً من الإيجابية لأنّ الطرفين قلقان من تفلت الوضع الأمني من جهة ومن شغور المزيد من المواقع المسيحية من جهة أخرى، وهو ما دفعه لزيارة بنشعي وانتزاع موقف علني من فرنجية برفض التمديد لقائد الجيش .
أما عن الطريقة التي ستعتمد للتمديد، فتتوقع المعلومات أن يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة تشريعية قبل انتهاء الولاية للتمديد للقائد، على أن تشارك فيها كل الأطراف السياسية بما فيها كتلة “الجمهورية القوية” وكتلة الكتائب “لأن الضرورات تبيح المحظورات”.