الثلاثاء, أبريل 22, 2025
22.6 C
Beirut

من “التحالف الرباعي” إلى مساعي التمديد العسكري: “الحزب” المُشتهى في عيونِ أخصامه!

نشرت في

كتب ميشال ن. أبو نجم: خطوةٍ سياسية سرديتُها وروايتها، لكنَّ بعض هذه السرديات، يُبنى على أسسٍ منخورة ومكشوفة. ويحفلُ تاريخ القوى السياسية اللبنانية، بالكثيرِ من هذه السرديات، سواء المُقنعة منها أم الواهية منها، خاصةً وأن النزاعات والصراعات منذ العام 2005، منحت زخماً لهذا السرد الذاتي، والذي سرعان ما يتكسّر على أرض الوقائع، والمصالح السياسية. أحد هذه الأمثلة “الغرام” المستجد مما يُعرف ب”قوى 14 آذار السابقة”، بخصمها الأساسي، “حزب الله”.

مع العلم أن حزب الله الخصم لا الحليف الضمني، هو مربحٌ سياسياً وشعبياً بالنسبة لكثيرٍ من هذه القوى، من القوات اللبنانية إلى حزب الكتائب وصولاً إلى “تيار المستقبل” و”التقدمي الإشتراكي” سابقاً، لكن حزب الله الحليف هو ذات فائدة أكبر سياسياً. يتوضح هذا البعد المصلحي تحديداً عندما تتوفر فرصة كبيرة لخلاف بين “الحزب” والتيار الوطني الحر.
هنا، تسقطُ كل الخلافات والخصومة. يتم تحييد البعد الأساسي للصراع وهو السلاح، نظراً للفوائد الجانبية العظيمة من اختلافه مع من نسج معه علاقة ثابتة منذ العام 2006. هذا الإتجاه، ليس جديداً ولا طارئاً. ركيزته الأساسية “الخطيئة الأصلية” التكوينية في لحظة “التحالف الرباعي” عام 2005 لإبعاد “التسونامي” الآتي بعد انسحاب الجيش السوري وإعادة البحث في تكوين السلطة المتجذرة منذ الطائف. حزب الله هذا بقي مرغوباً و”مشتهىً” إلى أن أتت التوجيهات الأميركية وتعاظمت خاصة بعد حرب تموز 2006 علّ لبنان يكون محطة جديدة للشرق الأوسط الجديد بعد اجتياح العراق وتدميره، و”وقعت الواقعة” التي لم تنته فصولاً حتى اليوم.

ابتعدوا عن التيار الوطني الحر وخذوا ما يُدهِش العالم… هذا ما تقوله الأوساط السياسية والإعلامية لهذه القوى في شكلٍ أو بآخر، منذ أن تعاظمت المساعي المحمومة للتمديد لقائد الجيش، ومحاولة تكريسه ورقةً رئاسية فاعلة. وإزاء الفائدة المتوقعة، ينظُم هذا الفريق قصائدَ الغزل وعبارات المديح بحزب الله، الذي لا بد أنه “سيقف على احترام الرأي المسيحي”، أو بمعنى آخر الفريق المروّج للتمديد.
واستطراداً، يصبح الإحتفاء بمحاصرة “التيار” ورئيسه جبران باسيل، مكسباً لا بد عنده من التخلي عن أدبيات الخصومة مع حزب الله. لا بل يصبح التمديد “جزرة” يتم تقديمها للحزب على أنها مفيدة أكثر من التحالف أو “التفاهم” مع “التيار”، وبالتالي تسويق العماد جوزف عون “حليفاً” جديداً أكثر قدرة على تأمين مصالح “الحزب” ولا سيما “الحيوية”، أي الأمنية، منها…
سرديةٌ واهية؟ كل شيء جائز في لبنان السياسي. لكن أخطر ما في الخطاب السياسي اللبناني عامةً هو سياسات النكاية، والخالية من أي تصور أو رؤية سوى الدور والموقع…

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

وداعًا لراعي الفقراء… البابا فرنسيس يترجل عن منبر الإنسانية .. قادة العالم ينعونه ويشيدون بإرثه الإنساني!

✍️ بقلم: جميل نعمة – أخباركم / أخبارنا في لحظة مؤثرة من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية...

🔍 الجماعة الإسلامية في لبنان: تاريخ من المقاومة وتقاطعات مع حماس وحزب الله

أخباركم – أخبارنا | تحليل سياسي – إعداد: مسعود محمد مقدمة: استهداف لا يمكن فصله...

More like this

وداعًا لراعي الفقراء… البابا فرنسيس يترجل عن منبر الإنسانية .. قادة العالم ينعونه ويشيدون بإرثه الإنساني!

✍️ بقلم: جميل نعمة – أخباركم / أخبارنا في لحظة مؤثرة من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية...

برحيل البابا فرنسيس: هل سيتراجع صوت السلام بوصول بابا “ترامبي”؟!

أخباركم - أخبارنا/ الكاتب والمحلل السياسي عبد الرحيم التوراني خلفت وفاة البابا فرنسيس، بابا...

المدن كالنساء… لكلٍّ جمالها، ولكلٍّ سرّها .. ما بين بيروت ونابلس بعيون أم زهير و بافيا!

أخباركم - أخبارنا/ بقلم: مسعود محمد الى رفاقي وأصدقائي في المنفى .. الى حسين...