تسود مؤخراً الاوساط السياسية والمحافل الاعلامية اللبنانية المعنية بمسألة ملء الشغور الرئاسي المخيم على قصر بعبدا منذ نحو 15 شهراً، وفي ظل الاستعصاء السياسي الحائل دون اتمام هذا الاستحقاق البالغ الاهمية، والذي يزيد في حال الارباك المخيم على المشهد اللبناني عموماً، يبرز رأيان: الاول يدعو الى طي البحث في هذا الامر الى اجل غير مسمى لأن التطورات الدراماتيكية في الاقليم بعد انفجار المواجهات في غزة وعلى طول الحدود الجنوبية اللبنانية مع الاراضي العربية المحتلة، فيما يدعو الرأي الثاني الى حراك مستمر من الجهات المعنية، والى اطلاق المبادرات لكي لا يعتاد المعنيون على الفراغ ويتعاملوا معه كامر واقع لا مفر منه.
وفي سياق الحراك المطلوب هذا، اتت في الايام القليلة الماضية المبادرة الرئاسية التي اطلقتها كتلة “الاعتدال الوطني” وجالت من اجلها على المعنيين مرة اولى ثم استكملتها بدورة اتصالات ثانية لم تستثن فيها احد.
ومن البديهي ان تحرك هذه الكتلة (تضم 6 نواب شماليين) المعروفة بوسطيتها وعلاقاتها الايجابية مع كل الاطراف المتصارعة، قد فرض نفسه وجذب الانتباه بناء لاعتبارات عدة ابرزها:
- ان ثمة من اكد ان هذا الحراك يلقى دعماً سنياً قوياً وخصوصاً من جانب تيار المستقبل.
-ان القسم الاكبر من قوى المعارضة وفي مقدمهم حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع قد بادرت باكراً الى الاعلان عن دعمها لهذا الحراك واستعدادها لكل ما يلزم بغية انجاحه ووصوله الى الخواتيم المنشودة.
-ان رئيس مجلس النواب نبيه بري استقبل الكتلة، واعلن انه ليس على خلاف مع توجهاتها. - ان الخماسية التي تضم سفراء الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، اعلنت انه مستعدة للسير فيما بدأته الكتلة وانها ايضاً على اتم استعداد ان تتكامل معها في حراكها وجهودها بعد الاعياد مباشرة لبلوغ الهدف المرتجى وهو ملء الفراغ الرئاسي في اسرع ما يكون.
وقد وجه موقعنا (اخباركم اخبارنا) سؤالاً الى عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية عن اية معطيات جديدة في حراك الكتلة لتسويق مبادرتها المعروفة؟
اجاب: الحقيقة ليس من جديد ونحن ننتظر عودة “الخماسية” لنترافق واياها في الحراك ونناقش معاً ابعاد الجولة الثانية المقررة لنا ولهم.
اضاف: مع التأكيد على ان جولتنا السابقة قد اثمرت تذليل العديد من الاشكاليات والعوائق. وبقيت فقط نقطتان في الشكل هما توجيه الدعوة الى عقد جلسات الانتخاب ورئاسة الجلسات.
وخلص عطية الى ان التوقيت صار مناسباً ولا مشكلة في هذا الاطار.