![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2024/05/202422232037-Gyhwp1-original.jpg)
كتب ابراهيم بيرم لـ “أخباركم- أخبارنا”: تؤكد مصادر قيادية فلسطينية في بيروت وفي مقدمها منظمة التحرير الفلسطينية، ان اسرائيل مدعومة من جهات عدة في مقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا، تمضي قدماً في تنفيذ مخططها المنهجي القديم الرامي الى “تصفية” وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المعروفة بوكالة “الاونروا”، توطئة لانهاء ما تمثله هذه الوكالة الدولية من اعتراف أممي بحقوق اللاجئين الفلسطينيين ولا سيما حق عودتهم الى الاراضي والاملاك التي هجّروا منها بالقوة في عام 1948 (عام النكبة) وما بعده، وما تجسده ايضاً من خلال ضرورة تقديم اشكال الاغاثة لهم فضلاً عن تشغيلهم، وهو ما يعني في نهاية المطاف ابقاء هذه القضية شاخصة امام اعين العالم وضميره مهما طال الزمن.
والمعلوم ان اسرائيل ومعها الادارات الاميركية المتعاقبة قد بذلت على مدى العقود السبعة الماضية جهوداً حثيثة تحت عناوين ومسوغات شتى بغية:
- العمل على جغل صورة هذه الوكالة باهتة، واضعاف دورها وتقليص مساحة الخدمات الاغاثية التي دأبت على تقديمها منذ انشائها.
- كل ذلك مقدمة لشطبها مع القوانين والانظمة والتشريعات التي اوجبت انشاءها في الامم المتحدة، وفرضت على العالم توفير التمويل اللازم لها.
- ليس خافياً ان اسرائيل وداعميها كانوا يطرحون بديلاً عن هذه الوكالة الاممية، ويطالبون تسليم مهماتها الى منظمات وجمعيات انسانية واغاثية تفتقد الى اي اسانيد وشرعيات دولية، اي انها كلها محاولات تصب في خانة واحدة وهي الغاء كل ما له علاقة بقضية اللاجئين وسحب هذا المصطلح من التداول.
والمعلوم ايضاً ان الحكومة الاسرائيلية وجدت في التطورات الميدانية والسياسية التي اعقبت عملية “طوفان الاقصى” في 7 تشرين الاول الماضي، فرصة ذهبية لتنفيذ حلمها القديم بالاطاحة بوكالة الاونروا وشطبها من المعادلة نهائياً، اذ سارعت السلطات الاسرائيلية الى اتهام الوكالة بالتحيّز تحت شبهة ان بعض العاملين في هذه الوكالة في غزة قد شوهدوا وهم يشاركون في انشطة عسكرية نفذتها حركتا حماس والجهاد الاسلامي.
واللافت ان السلطات الاسرائيلية سمت هؤلاء بالاسم، ثم دعت كل العواصم المانحة لهذه الوكالة الى ايقاف تمويلها وتجميد مساعداتها النقدية والعينية. وبالفعل استجابت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا وعواصم غربية اخرى لهذه الدعوة، على الرغم من ان الحاجة الى خدمات هذه الوكالة قد تضاعفت عشرات المرات بعد الحرب العدوانية الوحشية التي شنتها القوات الاسرائيلية على غزة، فهجرت اكثر من مليون نسمة من سكانها.
وعلى الرغم من التحقيقات التي اظهرت زيف الادعاءات الاسرائيلية بحق الوكالة، وعلى الرغم من ان الغالبية العظمى من الدول التي جمدت تمويلها للوكالة قد عادت عن قرارها، فان واشنطن ولندن بقيتا على قرارهما ومضتا قدماً في مهمة “تصفية الوكالة” الاغاثية.
وفي هذا السياق، ابلغ عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين في اللجنة احمد ابو هولي الى قيادات فصائل المنظمة التي التقاها في بيروت، ابان مرافقته لعضو اللجنة التنفيذية للمنظمة وحركة فتح القيادي المخضرم عزام الاحمد، في زيارته للعاصمة اللبنانية قبيل ايام، ان جهات عدة تعرض على الدائرة اموالاً طائلة لكي تأخذ مكان وكالة الاونروا في مهمتها تقديم المساعدات لمخيمات اللاجئين في لبنان وسواه من دول الشتات.
واضاف ان قيادة منظمة التحرير سارعت الى رفض هذه العروض المغرية لاعتبار اساسي، وهو ان لوكالة الاونروا دوراً يتعدى مسألة تقديم اشكال الاغاثة للاجئين على اهمية الامر، اذ ان مجرد وجودها واداء مهماتها هو بمثابة اقرار دولي لا لبس فيه بأن قضية اللاجئين الفلسطينيين حيّة وحاضرة امام اعين العالم وضميره، وانه لا يمكن اطفاؤها او سحبها من دائرة الضوء لترتاح اسرائيل.
لذا شدد ابو هولي على اهمية ان تحافظ القوى والفصائل الفلسطينية مجتمعة على هذه الوكالة، وان تسهل لها قيامها بدورها وان تتنبه الى كل المحاولات الخبيثة الرامية الى تصفيتها مقدمة لتصفية القضية وحق عودة اللاجئين الى الارض التي هجروا منها عدواناً وقهراً.