كتبت عايدة الاحمدية: شكل انتخاب الدكتورة حبوبة عون، لمنصب نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، ترجمة عملية لتوجه الحزب نحو تفعيل دور المرأة واشراكها في تطوير العمل الحزبي، بحيث افرزت انتخابات التقدمي، بالاضافة الى فوز عون بالتزكية وصول اربع سيدات الى عضوية مجلس القيادة من اصل ٨ اعضاء، مما حقق مناصفة فعلية تخطّت الكوتا العددية التي أقرتها الجمعية العامة العام الماضي.
وبعد وصول الدكتورة عون الى المركز الثاني في الحزب التقدمي الاشتراكي سابقة في تاريخه، اذ انها المرة الاولى التي تتولى فيها امرأة هذا المنصب الرفيع منذ تأسيس الحزب في العام ١٩٤٩. فمن هي حبوبة عون التي اختارها التقدمي لتواكب تيمور جنبلاط في مسيرته الحزبية وما هي مؤهلاتها وتطلعاتها؟
حبوبة عون ابنة بلدة المشرف الشوفية ناشطة حزبية واجتماعية وصحية وبيئية، برز اسمها عندما ترشحت عن المقعد الماروني في دائرة الشوف.
تعتبر عون من الشخصيات المهمة في الحزب التقدمي الاشتراكي، وهي خبيرة في التنمية المجتمعية والصحة العامة، حاصلة على شهادة الدكتوراة في هذا المجال. تشغل حاليًا منصب مديرة قسم المشاركة المجتمعية في كلية الصحة العامة وعلومها في جامعة البلمند. كما انها عضو في الحملة الدولية لمكافحة الألغام الأرضية المضادة للأفراد، وعضو في الائتلاف الدولي ضد القنابل العنقودية وتتمتع بخبرة طويلة في العمل في برامج التنمية المجتمعية، حيث تقوم بدراسة الاحتياجات وتخطيط تدخلات تنموية ملائمة بمشاركة الفئات المستهدفة ضمن أهداف محددة وواقعية وقابلة للتنفيذ، وذلك في سياق الموارد المتاحة.
لدى عون خبرة محلية ودولية في تخطيط وتنفيذ وتقييم برامج تتعلق بالصحة المدرسية والوقاية من مخاطر الألغام والقنابل العنقودية ومساعدة الضحايا ومحو الأمية وتعلم الكبار وصحة الأم والطفل وحقوق المرأة وحقوق الطفل وحقوق المعوقين وإدارة مبادرات معالجة النفايات المنزلية الصلبة، وتعزيز الصحة الفردية والعامة، وتعزيز دور البلديات في مجالات التنمية المحلية والصحة العامة.
فازت الدكتورة حبوبة عون بلقب “امرأة العام 2022” في فئة السياسة والإعلام في مسابقة غوغل متفوقة على النائبة بولا يعقوبيان في هذه المسابقة. الا ان عون لم تنجح في الوصول للندوة البرلمانية اذ حالت النسبية في القانون الانتخابي من وصولها الى النيابة عن المقعد الماروني في الشوف، لكنها اعتبرت ان كرسي النيابة غاية وليس وسيلة لإيصال صوت المستضعفين وطرح القضايا التي تلامس هموم المواطن اليومية.
ويبدو ان لنائبة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي نظرة وتطلعات ابعد من المناصب، فهي طالما عبّرت عن رغبتها في بناء وطن حقيقي خارج إطار التبعية السياسية والطائفية، حيث يكون الهدف الأسمى هو إقامة نظام صحي وخدمات تعليمية تخدم الوطن والإنسان. وهي كثيراً ما تعرب عن أسفها لتراكم السلوكيات التي لم يتم التعامل معها بشكل صحيح من خلال التنشئة الوطنية، وتؤكد أهمية حب الوطن وبنائه بغض النظر عن الضغوط والظروف. كما تؤكد أن الشباب، بغض النظر عن الطوائف التي ينتمون إليها، يمتلكون طاقات وقدرات ويجب اشراكهم في العمل العام.
تشدد عون على أهمية تنفيذ قوانين عادلة خارج إطار الانتماء الطائفي، لتتاح الفرصة للأشخاص المناسبين في المناصب المناسبة.
بشكل عام، تسعى عون لبناء مجتمع عادل ومتساوٍ يعتمد على التعاون والتنمية المستدامة، وتؤمن بأهمية توفير فرص متساوية للشباب وتطوير البنية التحتية للبلاد وتحسين الخدمات العامة. تعمل بشكل دؤوب على مساعدة الفئات المستضعفة والعمل على تحقيق التغيير الاجتماعي الإيجابي في المجتمع، ولعل من خلال دورها الجديد في مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي ومنصبها كنائبة رئيس الحزب، قد تستطيع ان تعزز تطبيق رؤيتها وأهدافها في بناء مجتمع أفضل.
