![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2023/06/240023-800x500.jpg)
كتب ابراهيم بيرم: للمرة الاولى منذ ان انطلقت حركة “حماس ” بمشاركة فصائل اخرى عمليتها الضخمة طوفان الاقصى” صبيحة السبت الماضي، يكشف (ا ل ح ز ب) في بيان ان مجموعة من مقاتليه دخلت اليوم الى عمق الجليل المحتل بمحاذاة الحدود اللبنانية الجنوبية ودخلت في اشتباك مع القوات الاسرائيلية لبعض الوقت ومن ثم عادت تلك المجموعة الى قواعدها في الجانب اللبناني .
وسواء كان لهذه العملية النوعية جدواها العسكري، فان اهمية هذه الخطوة في رأي خبراء استراتيجيين انها رسالة اولى من (ا ل ح ز ب) يبعث بها الى الاسرائيليين والاميركيين على حد سواء فحواها انه على اتم الجهوزية والاستعداد لمنازلة مباشرة مع الاسرائيليين يترجم فيها وعده باحتلال مستوطنات في الجليل المحتل، اذا ما مضى الاسرائيلي في تنفيذ تهديداته باقتحام بري لغزة وقطاعها .ولم يعد جديدا القول ان (ا ل ح ز ب) كان ابلغ ذلك الى الاسرائيلي عبر المصريين ما دفع بالمراقبين الى القول بأن (ا ل ح ز ب) حسم خيراته باكرا واجاب على اسئلة طرحت عليه معلنا ان امر مشاركته مرهون بمسار المعركة في غزة وغلافها.
المعلوم ان (ا ل ح ز ب) لم يغب ابدا عن المشهد الصراعي مع الاحتلال الاسرائيلي الذي انفجر صبيحة السابع من الشهر الجاري . اذ في صبيحة اليوم التالي ( الاحد ) وجه (ا ل ح ز ب) قذائف مدفعيته الى ثلاثة مواقع اسرائيلية في مزارع شبعا اي في المنطقة المتنازع عليها والتي اعتاد استخدامها ميدانا كلما وجد حاجة الى اشتباك مسلح مع الاسرائيليين يكون مضمونا ومحدودا.
وفي اليوم التالي، اي الاثنين تعمد (ا ل ح ز ب) توسيع نطاق مشاركته في المعركة التي كانت في ذروتها، فكان ان وجه قذائفه نحو مواقع اسرائيلية فكان ان رد الاحتلال بقصف لموقع متقدم للحزب ادى الى مقتل ثلاثة من عناصره فرد على (ا ل ح ز ب) على الفور بقصف ثكن عسكرية اسرائيلية قريبة، فيما كانت مجموعة من مقاتلي حركة “الجهاد الاسلامي” تقص الشريط الشائك قبالة بلدة الظهيرة الحدودية القريبة من صور وتدخل في وضح النهار مسافة قصيرة وتشتبك مع دورية اسرائيلة وينتج عن الاشتباك مقتل ضباط اسرائيل ( سعد عليم ) واثنين من عناصر المجموعة. وكالعادة وجهت اسرائيل قذائف مدفعيتها الى بعض المواقع ولكن على نحو لم يوقع خسائر بشرية او مادية.
وفي اليوم الثالث ( اي اول من امس ) استخدم (ا ل ح ز ب) ذريعة الرد على قتل مقاتليه الثلاثة ونفذ هجوما بالصواريخ على مواقع اسرائيلية، فيما كانت مجموعة من مقاتلي حماس تنفذ قصفا بالصواريخ لمواقع اسرائيلية وتصدر للمرة الاولى بيان تعلن فيه مسؤوليتها صراححة عن هذا الفعل.
واليوم كانت ذروة دخول (ا ل ح ز ب) الى جولات الاقتتال مع الاسرائيليين عندما كشف في بيان عن تمكن مجموعة من مقاتليه من الدخول الى عمق الاراضي المحتلة ونفذوا اشتباكاً مع القوات الاسرائيلية ثم انسحبوا بسلام . ما يعني ان (ا ل ح ز ب) يدخل مرحلة تحد ومواجهة اكبر واكثر جرأة مع الاحتلال ويبعث برسالة جديدة الى من يعنيهم الامر بانه جاهز لكل الاحتمالات وانه وهذا هو الاهم لن يبقى مكتوفا اذا ما واصل الاحتلال عملية تدميره الممنهج لغزة ونفذ تهديداته باقتحام بري لهذه المدينة المنكوبة والمحاصرة، فضلاً عن رسالة للاميركي الذي جالت سفيرته في لبنان امس على الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي حاملة انذار فحواه انه ممنوع اي عمل على الحدود يستشف منه تقديم اي دعم لحركة حماس والمقصود بذلك طبعا هو (ا ل ح ز ب) .
واللافت في هذا الاطار ان ثمة في قيادة (ا ل ح ز ب) تقدير موقف جوهره ان احتمال اقتحام اسرائيل برا لغزة يتعدى الستين بالمئة انطلاقاً من نظرية ان ما من شىء يعيد الاعتبار لاسرائيل بعد نكبتها تلك الا عملية من هذا النوع.